Wednesday, December 25, 2019

حتى ذلك الحين .. كل عام و أنتم بخير!



إيهاب الشيمي:

لا أستطيع الانتظار أسبوعاً آخر حتى يأتي يوم الأول من يناير من العام الجديد .. !

و كيف أستطيع تحمل ويلات الانتظار و هو اليوم الذي ستنتهي معه كل المصاعب و العثرات التي حملها العام المنصرم ؟

كيف لا أتحرق شوقاً ليوم الأول من يناير و هو اليوم الذي سأستيقظ فيه لأجد كل من حولي و قد تحولوا لأشخاص آخرين يعون قيمة الوقت و يدركون حجم التحديات اللازم تجاوزها للتقدم على الصعيدين المهني و الاجتماعي ؟

كيف لا أتطلع لذلك اليوم الذي سأخرج فيه من باب منزلي لأجد الحي الذي أسكن فيه و قد ساده الهدوء و انقشعت عنه غيوم الضوضاء و الدخان و القمامة و الفوضى ؟

كيف لا أطير فرحاً بقدومه و هو اليوم الذي سأجد فيه نفسي، و دون مقدمات، أقرب إلى الله و أرحم بمن حولي و أكثر إحساناً إلى أمي و أكثر توقيراً لأبي ؟

كيف لا أشعر بالسعادة الغامرة و هو اليوم الذي سيتغير فيه العالم ليصبح خالياً من الكراهية و الحروب و الدمار و الآلام ؟

كيف لا أشعر بالرضا التام وهو ذلك اليوم الذي سوف يعمل فيه الجميع من أجل صالح المؤسسة التي أعمل بها بدلاً من البحث فقط عن كيفية أن يظهر هو فقط داخل برواز التميز والإنجاز ولو على حساب فشل الآخرين !

نعم .. لا أستطيع الانتظار لكي يأتي ذلك اليوم و يدرك كل منكم أن يوم الأول من يناير لن يختلف كثيراً عن الحادي و الثلاثين من ديسمبر .. طالما لم تفعلوا ما يوجب أن يختلف أي شيئ من الأساس !

وحتى ذلك الحين .. كل عام و أنتم بخير!

Wednesday, October 9, 2019

سوريا .. صراع الخيارات المؤسفة !!




إيهاب الشيمي

"خيانة .. خيانة" هكذا صرخ الجنود في فيلم الناصر صلاح الدين حين اكتشفوا تواطؤ والي عكا مع الصليبيين.

و هذا المشهد الذي ترسخ في ذاكرة المصريين و الكثير من العرب الذين يعشقون هذا الفيلم، لا يؤكد سوى على شيئين: 

أولهما .. أن الأكراد دائما ما كانوا هدفاً للخيانة و الغدر سواء على أرض الواقع كما يحدث في سوريا الآن، أو على شاشات السينما كما حدث مع "السلطان الناصر صلاح الدين" الكردي الأصل أيضاً..

و ثانيهما .. و هو أن ليس كل ما نسمعه أو نراه هو الحقيقة، فكما تم تشويه والي عكا و وصمه بالخيانة و التحالف مع الأعداء في الفيلم، إلا أن الحقيقة تقول أن الرجل و هو الأمير "بهاء الدين قراقوش" كان أعظم من دافع عن المدينة و الذراع اليمنى لصلاح الدين في هذه الحرب، و هذا تماما ما يمكن إسقاطه الآن على أرض الواقع فيما يحدث في الحرب على تنظيم "داعش" حيث يدعي الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"أنه أحد أعضاء التحالف الدولي ضد التنظيم، بينما يقدم من خلف الستار كل دعم ممكن لضمان عدم هزيمته.

و لكي تفهم لماذا يفعل "أردوغان" ذلك، عليك أن تعلم عزيز القارئ أن تعداد القومية الكردية في العالم يتجاوز الآن 25 مليون كردي، يتوزعون بشكل رئيسي بين سوريا التي يبلغ تعدادهم فيها حوالي مليوني شخص، و العراق و إيران اللتان تحتضنان حوالي أربعة ملايين كردي في كل منهما، بينما يتركز معظمهم في جنوب شرق تركيا بعدد يصل إلى خمسة عشر مليون شخص يشكلون 20% من تعداد سكان تركيا و 60% من مجموع الأكراد في العالم.

و في أعقاب الحرب العالمية الأولى و سقوط الخلافة العثمانية انتهج مؤسس تركيا الحديثة "أتاتورك" سياسة طمس و محو هويات الأقليات العرقية و القوميات المختلفة في تركيا لصالح اللغة و الثقافة التركية، و تم في إطار ذلك منع الأكراد من التحدث بلغتهم أو كتابتها في المحافل الرسمية و على جميع الأصعدة السياسية و الثقافية و التعليمية، و امتد ذلك ليشمل حظر تشكيلهم للجماعات و الأحزاب، بل و تجريم التحدث بالكردية حتى عام 1991.

و كحال كل الشعوب و الأقليات التي تتعرض لمثل هذا الظلم قرر الأكراد مقاومة الحكومة المركزية، و كانت أبرز محطات هذا الصراع هو انتفاضة عام 1925 بقيادة الزعيم الكردي سعيد بيران و التي انتهت بإعدامه و البدء في حملة تطهير عرقي ضد الأكراد و العرب و الشراكسة قتل خلالها ما يقرب من مليون و نصف المليون شخص، و تم بعدها حظر وصف "الأكراد" و استبدال ذلك بمصطلح "شعب شرق الأناضول"، بينما كانت المحطة الأبرز في مواجهات الطرفين هو ما يحدث منذ إنشاء "حزب العمال الكردستاني" في عام 1978، و هي حركة تحررية مسلحة أنشأها الزعيم الكردي "عبد الله أوجلان" و تدعو لقيام وطن قومي للأكراد، و قامت بإدارة صراع مسلح مع الجيش التركي أسفر عن حرب إبادة ضد الأكراد و تدمير آلاف القرى الكردية و تشريد ما يقارب النصف مليون شخص، وبالرغم من اعتقال "اوجلان" في عام 1995 في عملية مشتركة بين المخابرات التركية و الأمريكية و الموساد الإسرائيلي في كينيا، و إعلان الرجل وقف إطلاق النار من جانب الحزب في عام 2006 لبدء محادثات سلام مع أنقرة، إلا أن التنظيم مازال يتمتع بالكثير من القوة، و ما زال يحتفظ بالكثير من القواعد في جنوب تركيا و شمال العراق.

و في مقابل هذه الخلفية التاريخية للصراع الكردي التركي، علينا ألا نغفل عن حلم تنظيم "الإخوان المسلمين" في إقامة دولة الخلافة الإسلامية من جديد، و التي يرى"اردوغان" بشكل خاص أنها يجب أن تكون بقيادته هو، و بالشكل العثماني الذي اتخذته الخلافة الإسلامية لأكثر من خمسة قرون قبل سقوطها في بدايات القرن الماضي.

و في ظل هذه المعطيات، يمكنك عزيز القارئ أن تتبين بعض ملامح الصورة، و أن تبدا في بلورة الأمور التي بدت متشابكة و غير مفهومة للكثيرين، فعلى "أردوغان" في سبيل تحقيق حلم الخلافة أن يقوم بإسقاط الأنظمة القائمة في البلاد المحيطة و التي تقف عائقاً أمام تحقيق ذلك الحلم، و عليه أن يبدأ بنظام الأسد في دمشق الذي يشكل هدفاً سهلاً و منطقياً في الوقت ذاته، فإسقاطه سيكون بداعي حماية المدنيين السوريين من بطش قوات النظام، كما أن إزاحته ستكون على هوى العديد من الدول الخليجية التي ترى في تحالف الأسد مع إيران الشيعية خطراً داهماً على وجودها، خاصة مع تدخل إيران في لبنان و العراق و أخيراً في اليمن.

و في سبيل تحقيق ذلك يجب على "اردوغان" أن يدعم تنظيم "داعش" و "جبهة النصرة" في سوريا لسببين، الأول هو أنهما سيكونان بمثابة رأس حربة ضد نظام الأسد في معركة إسقاطه، و الثاني هو أنهما سيضمنان عدم استيلاء معارضة ليبرالية سورية معتدلة على الحكم حال سقوط نظام الأسد، و سيعملان بشكل أو بآخر على تولية نظام تهيمن عليه جماعات الإسلام السياسي التي تتحالف مع "أردوغان"، و على رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" بدعم من الميليشيات المسلحة المتحالفة معها، مثل الجيش الوطني الحر و أحرار الشام و النصرة نفسها، و من وراء هؤلاء جميعاً أموال قطر و دعم تركيا اللوجيستي و السياسي و العسكري، و هو ما ستراقبه الولايات المتحدة برضا و موافقة ضمنية، و إن أعلنت عكس ذلك، لما سيحققه على المدى الطويل من تفتيت للمنطقة و تحويلها لدويلات أو ولايات يسهل السيطرة عليها، و لو اضطرت في سبيل ذلك لاستغلال حلم "أردوغان" و لو بشكل مؤقت.

و في هذا الإطار وفر أردوغان ملاذاً آمنا لقادة "داعش" و "النصرة" على الأراضي التركية، بل و ساهم بشكل كبير في علاج مصابي التنظيمين في المشافي التركية و هو ما أكدته تقارير و استجوابات المعارضة داخل البرلمان التركي نفسه قبل تنصيب "أردوغان" رئيساً للبلاد. إلا ان "اردوغان" في الوقت نفسه وجد أن عليه أن يواجه معضلة أخرى ستعمل على خلط الأوراق في مخططه بل و ربما انهياره بالكامل، و هي ضرورة الإذعان لمطالب الدول الغربية، و على رأسها الولايات المتحدة، و الاشتراك في تمثيلية تحجيم قوة "داعش" الذي خرج فيما يبدو عن السياق المحدد له سلفاً في كل من العراق و سوريا، و أثار مخاوف الدول الخليجية من تنامي خطر التنظيم على حدودها بما يفوق في تقديراتها خطر التمدد الشيعي المتمثل في نظام الأسد المتحالف مع إيران.

و هنا تكمن مصيبة "اردوغان" الكبرى، فلكي يستجيب لتلك الضغوط  الأمريكية، و مخاوف الخليجيين، كان عليه منذ خمس سنوات تقريباً أن يقوم بدعم أعداءه التاريخيين من الأكراد في الشمال السوري و في بلدة "كوباني" تحديداً التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين السوريين ذوي الأصول الكردية، و هو ما يعني في حال انتصار الأكراد، تنامي الروح القومية لديهم، و عودة تهديدهم للأمن القومي التركي، بل و إمكانية مطالبتهم من جديد بإنشاء وطن قومي لهم يضم شمال سوريا و جنوب تركيا و دولة الحكم الذاتي في شمال العراق. و هنا لم يتردد "أردوغان" لحظة واحدة في تنفيذ حيلته و خيانة الأكراد من جديد بإعلانه الاشتراك في التحالف، بينما يقوم من خلف الستار بتسهيل عبور مقاتلي "داعش" من تركيا إلى سوريا، بل و منحهم معلومات استخبارية عن خطط التحالف و مواقع الأكراد، ناهيك عن منعه الأكراد الأتراك من عبور الحدود إلى "كوباني" لمناصرة إخوتهم و منع مذبحة مروعة ضدهم.

و رداً على كل ذلك العبث "الأردوغاني" انتفض ملايين الأكراد الأتراك ضد سياسته التي ترسخ لحقيقة عداء الدولة التركية للاقلية الكردية، و اندلعت مظاهرات عنيفة سقط فيها عشرات القتلى من الأكراد في عام 2014، في مشهد أعاد للأذهان حقبة التسعينات التي شهدت أعنف التوترات العرقية و أوامر حظر التجوال و انتشار الجيش في المدن التركية، و هو  ما أضطر "اردوغان" لنشر اكاذيبه من جديد أن ما يحدث هو ثورة كردية جديدة، و أمر قواته الجوية و مدفعيته بقصف و مهاجمة مواقع لحزب العمال الكردستاني في جنوب البلاد بدلاً من ان يوجه نيرانه نحو "داعش".

و في هذا الإطار يمكنك أن تتفهم لم كان الدبلوماسيين الاتراك المختطفين في الموصل هم الوحيدون الذين نجوا من مسلسل الذبح الذي تمارسه "داعش" ضد الجميع بعد استيلائها على المدينة ..
 و أن تتفهم لم أطلقت تركيا سراح أكثر من خمسين قياديا في التنظيم في استجابة غير مسبوقة لمطالب جهة إرهابية ..
و أن تتفهم كذلك لماذا كانت الشركات التركية تشتري البترول الذي استولت عليه "داعش" من الحقول السورية، و لماذا تسمح الحكومة التركية بمروره عبر الحدود التركية إلى موانيها و منه إلى الولايات المتحدة في دعم صريح لاقتصاد التنظيم و موارده! ..
و لم أعلنت الولايات المتحدة النصر على داعش في سوريا بينما لازال التنظيم ينتشر بفاعلية هناك بل و في العراق حتى اللآن ! ..
و لم رفضت أوروبا و أمريكا استلام أسراها من الدواعش و تركهم ليتحمل الأكراد مسؤولية احتجاز ما يزيد على خمسة آلاف منهم ! ..
و لم انسحبت الولايات المتحدة من شمال سوريا فجأة تاركة حلفائها الأكراد في مواجهة جحافل الجيش التركي بحجة أن كل ذلك ما هو إلا حرب عبثية لا هلاقة للولايات المحدة بها
و كيف سيعود داعش للنهوض من جديد بعد أن يتجرر كل هؤلاء الأسرى ضمن فوضى الحرب بين الجيش التركي و الجيش السوري الحر و النصرة من جهة و الأكراد من جهة أخرى ..

المؤسف أن الجميع يحاول إيهامك ان خياراتك محصورة في الآتي:
  
الوقوف في صف أردوغان و حلمه بعودة الخلافة الإسلامية المزعومة بكل ما يعنيه ذلك من انتهاك للأرض و السيادة العربية بمساعدة داعش و النصرة وجماعة الإخوان المسلمين والطغمة الحاكمة في الدوحة ..

أو تأييد الأكراد و دعمهم ليتمكنوا من وقف الزحف التركي و الحيلولة دون عودة داعش للمشهد من جديد، مقابل إمكانية سعيهم لإقامة وطن قومي لهم في الشمال السوري و شرق الأناضول و شمال العراق في حال نجاهم و افسادهم لخطط أردوغان، على أمل ألا تعيد الولايات المتحدة خيانتها لهم كما فعلت بأبناء عمومتهم في شمال العراق ..

أو الحفاظ على وحدة الأراضي و كيان الدولة السورية و الأمن القومي العربي في مواجهة خطط الولايات المتحدة و إسرائيل لتفتيت المنطقة، من خلال دعم نظام الأسد رغم كل ما يمثله من بطش و ديكتاتورية شرعنت الثورة ضده، و رغم تحالفه المعلن و الثابت مع عمائم طهران الذين لا يألون جهداً في تهديد الأمن القومي العربي في العراق و سوريا و لبنان و اليمن و الخليج العربي برمته، و برغم توقيعه في السابق على اتفاقية أضنة عام 1998 التي منح بموجبها لتركيا حق ضم لواء الاسكندرونة الذي استولت عليه في ثلاثبنيات القرن الماضي، و ما واكب ذلك من منحه الاتراك حق التوغل داخل سوريا لتحييد خطر حزب العمال الكردستاني في سابقة خطيرة هدفها الحفاظ على وجوده فقط !

أو الخيار الأكثر هدوءاً و سهولة، بالابتعاد عن كل ذلك الصخب و كل تلك الفوضى و الاكتفاء بمتابعة أخبار الرياضة و الفن و أحدث صيحات الموضة و آخر ابتكارات تكنولوجيا الاتصالات و الانتظار في قناعة تامة بحتمية مصيرنا المشؤوم حتى يحل علينا الدور  بعد أن تنهار سوريا و ليبيا و العراق و لبنان، و ينهك اقتصاد السعودية و الإمارات و تتحول اليمن لبؤرة للإرهاب، لنجد أنفسنا في النهاية أمام خيارين، إما القبول بتقسيمنا و فرض الوصاية علينا أوالقتال من أجل البقاء و لكن وحدنا ضد كل هؤلاء هذه المرة .. الولايات المتحدة و تركيا و إيران و الإخوان المسلمين و داعش و كل من يمكن شراءه مقابل المال و السلطة من خونة الداخل، وما أكثرهم!

نعم .. قد لا تعجبك كل هذه الخيارات، و لكن البديل الوحيد لها هو أن نستفيق جميعاً من ذلك السبات العميق الذي فرضته علينا الأنظمة العربية الحاكمة والقوى الاستعمارية على حد سواء  ولعقود طويلة، لندرك حجم المخطط الذي تحاك خيوطه لكل دول المنطقة، و أن نعي أنه لو لم نقف صفاً واحداً مع أنفسنا كمصريين شعباً و جيشاً و حكومةً، و مع إخوتنا كعرب في سوريا و العراق و ليبيا و اليمن و لبنان و الخليج في وجه كل تلك التحديات فلن نجني إلا الفشل، و لن نجد حينها "صلاح الدين" ليعيد الأمور إلى نصابها من جديد!

حفظ الله مصر ..
حفظ الله سوريا ..
حفظ الله امتنا العربية!

Friday, October 4, 2019

جيشي الذي أعرفه.. !



إيهاب الشيمي

كلما أطلت علينا ذكرى أكتوبر المجيدة أقوم بتغيير صورة الغلاف و صورتي الشخصية على حساب الفيسبوك لتعبر عن ذلك النصر العظيم.
و كلما فعلت ذلك كانت تواجهني الانتقادات من أطراف عدة:
فقبل الثورة - و أعني بها هنا يناير و ليس غيرها - كان يهاجمني رفاقي الناصريين و القوميين الذين يرون في ذلك النصر بداية ﻷن ترتمي مصر في أحضان الرأسمالية الغربية و التفريط في حقوق مصر السيادية في سيناء بل و التخلي عن انتماءنا العربي و القومي باستكمال التحرير عن طريق اتفاقية منتجع الحاج ديفيد.

بعد الثورة .. و تحديدا في اكتوبر 2011 هاجمني رفاقي الثوار، فذاك هو الجيش الذي أفرج عن حسن مالك و خيرت الشاطر في أعقاب الثورة وترك رفاقنا ليلقوا حتفهم في ماسبيرو، و تحالف مع القوى الإسلامية فسمح لها بإجهاض الثورة و الاستيلاء على مجلس الشعب و فتح لهم الطريق للاستيلاء أيضاً على رئاسة الجمهورية من خلال تنظيم انتخابات يعلم جيدا أنهم الفصيل الوحيد المنظم الذي يستطيع الفوز بها! 

بعد انتخاب مرسي .. هاجمني أصدقائي من فلول مبارك ممن صدمهم إذعان الجيش لضغوط القوى اﻹسلامية للحد الذي دفعه لتسليم البلاد برمتها للإخوان المسلمين، و هاجمني أيضا أصدقائي من الثوار المستقلين الذين رأوا أن الجيش في حقبة مرسي هو مجرد استمرار لمجلس طنطاوي بل و ذهب ببعضهم الحال الى اتهام السيسي بأنه عميل اﻹخوان في الجيش.

و بعد سقوط مرسي هاجمني الجميع، فاﻹخوان يرون أنه جيش خائن أسقط الرئيس الشرعي و حنث بالقسم، و الثوار يرونه يسعى جاهدا ﻹعادة دولة مبارك، و الحقوقيين يرون أنه جيش قتل معتصمي رابعة العزل بدم بارد، و يقتل مؤيدي مرسي ممن يجوبون الشوارع في مسيرات خفية لا يستطيع أن يراها إلا مشاهدي الجزيرة.

و الآن يهاجمني كل هؤلاء مجتمعين، فهم يزعمون أن الجيش يحاول بكل ما يستطيع أن يسيطر على مقاليد الأمور بأكملها، اقتصادياً و سياسياً، و عسكرياً، بل و حتى ثقافياً و فنياً، و أن مصر تحولت لدولة يحكمها الجنرالات !

لكل هؤلاء أقول:
من حقكم أن تعتقدوا ما تريدون، و لكن الجيش المصري بالنسبة لي سيظل دائماً هو ذلك الشاب المصري الذي تخضبت ملابسه بدماء أقرانه في يونيو 67 و استمع لكلماتهم اﻷخيرة و هم في أحضانه يبثونه آمالهم التي لم تتحقق و حنينهم ﻷبنائهم الذين لن يرونهم مرة أخرى و معشوقاتهم اللواتي لن يقبلوا شفاههن كما حلموا .. ذلك الشاب الذي جثى على ركبتيه قبل أن تفارق قدميه أرض سيناء ليغترف حفنة من ترابها و يحتفظ بها في جيبه حتى لا يشعر أنه ترك سيناء كلها للإسرائيليين .. ذلك الشاب الذي انتظر ست سنوات كاملة لم يحلم فيها سوى بأن يعيد تلك الحفنة من الرمال إلى الضفة الشرقية حيث اغترفها أول مرة .. ذلك الشاب الذي لم يفطن أنه فقد نصف دمائه على أرض سيناء إلا حينما اطمئن أنه يرى من بعيد تلك القطعة من القماش التي حرص عليها أكثر من حياته و هي ترفرف فوق أنقاض نقاط العدو الحصينة، بينما في مقدمة المشهد يستطيع أن يرى بالكاد رفاقه يهرعون إليه ليستحلفونه بدموعهم ألا يفارقهم حتى يشاركهم الفرحة بتحقيق حلمه.

هذا هو جيشي الذي أعرفه .. و هذا هو أكتوبر الذي أفخر به.

عاشت مصر و عاش جيشها العظيم

Friday, September 27, 2019

الرئيس .. بين إعادة التفويض، و تجديد منابع التأييد!

إيهاب الشيمي

رغم وقوفي بثبات و دون تردد في جانب الوطن و الرئيس و الجيش كخيار لا رجعة عنه و لا داعٍ لمناقشة حيثياته، إلا أنني لست مؤيداً أو موافقاً من الأساس على خروج مسيرات لتأييد الرئيس أو الحكومة أو الجيش ..
فالرئيس جاء من خلال انتخابات أثق في نزاهتها و يمتلك من الصلاحيات الدستورية ما يمكنه من اتخاذ ما يلزم لصالح الوطن دون تفويض !
و الحكومة جاءت بتكليف من الرئيس المنتخب ..
و الجيش لا يحتاج لمن يهتف له لكى يستمر في تأدية واجبه التاريخي في حماية هذا الوطن كما فعل في يوليو و أكتوبر يونيو !

ما يحتاجه الرئيس فعلاً ليقف بقوة في وجه مخططات القوى الخارجية و عملائها في الداخل هو تجديد دعم القوى السياسية له و لسلطته من خلال كيانات سياسية قوية تمثل الشعب المصري و ذلك لن يتحقق إلا من خلال منحهم المزيد من الحريات و إزالة العديد من العقبات التي تحد من قدرتهم على التواصل مع السلطة من جانب و مع جموع الشعب من جانب آخر ..

و ذلك لا يعفي المعارضة الوطنية من مسؤولياتها، فقناعتي الراسخة أن قدرة المتربصين بالوطن على بث الفوضى ستصبح في غاية الصعوبة حين تتمحور المعارضة السياسية حول رفض أسلوب السلطة المنتخبة لتحقيق المصلحة العليا للوطن التي يتفق عليها الجميع في الجانبين، وليس رفض وجود هذه السلطة و السعي لإسقاطها فقط و لو على حساب مستقبل الوطن و أمنه و استقراره و تقدمه، و سنمتلك معارضة يمكنها فعل ذلك حين تدرك السلطة و مؤيدوها أن المعارضة ليست بالضرورة نوعاً من الخيانة!

ما يحتاجه الرئيس هو وصول صورة الداخل المصري الحقيقية للعالم لدحض الصورة الكاذبة و المشوهة التي تروج لها أبواق الغرب و جزيرة قطر و قنوات الخليفة العثماني في اسطنبول و ذلك لن يتحقق إلا بانتهاج سياسة إعلامية جديدة تعتمد على الشفافية و تنمية الوعي و مخاطبة الخارج بلغته التي يفهمها و توظيف من يمتلكون الخبرة العملية و القبول لدى المستقبلين و من يجيدون استخدام أدوات الإعلام بكل ألوانها المرئية و المسموعة و الرقمية و ليس الاعتماد على الخطاب المعتاد الذي لا يختلف كثيراً عن مثيله في خمسينيات و ستينيات القرن الماضي و لكن مع إضافة المزيد من الألوان فقط هذه المرة! 

ما يحتاجه الرئيس هو أن يذكره كل المصريين الآن و بعد انتهاء ولايته بالخير و الفخر و الحب، و هو ما لن يتحقق إلا بمنحه كل منهم ما يستحقه من الكرامة و المساواة و العدالة و التقدير على ما يقدمونه منذ ثمان سنوات من دمائهم و عرقهم و أرزاقهم و راحتهم من أجل هذا الوطن، و ليس حصر التقدير و التكريم في رجال الشرطة و الجيش فقط، مع اعترافنا الكامل بكل ما تحملوه خلال الفترة العصيبة الماضية! 

ما يحتاجه الرئيس هو شعب تقود طموحاته و أداؤه السياسي و الاقتصادي سياسته الأمنية، و ليس أن تتم رؤية كل ذلك و صياغته من خلال عدسات الرؤية الأمنية فقط، و إن اتفقنا على أهميتها في ظل التهديدات القائمة !

ما يحتاجه الرئيس هو أن تتخلى السلطة عن النظرة الاستعلائية تجاه الشعب و أن تبذل كل ما في وسعها لتشرح له بكل شفافية و بساطة كيف تم بناء بنية تحتية كاملة شملت شبكات الطاقة و الطرق و المرافق، و كيف تم خفض عجز الموازنة، و كيف تم زيادة التصنيف الائتماني السيادي، و كيف تم تقليص نسبة البطالة، و كيف تراجعت معدلات التضخم، و كيف زادت احتياطات النقد الأجنبي، و كيف تمكنت مصر رغم كل الظروف من زيادة الناتج المحلي الإجمالي بصورة ملحوظة، و كيف تؤثر الإجراءات التي تم تنفيذها لتمويل و تنفيذ كل ذلك على كل فرد منهم في الحاضر و المستقبل، و كيف سيتم بذل المزيد من الجهد للوصول إلى ما نص عليه الدستور من مخصصات للتعليم و الصحة و العدالة الاجتماعية، بدلاً من تركهم فريسة لإعلام المرتزقة الذي يزرع داخل عقولهم أكاذيب غياب الإنجازات، و ادعاءات انهيار الاقتصاد، و زيادة العجز، و انعدام الأمل في مستقبل مشرق!  

 ببساطة .. سيساند الجميع الرئيس دون دعوات و دون طلبات للتفويض و دون مسيرات و دون لافتات و دون صخب حين يشعرون أنهم شركاء حقيقيون في نجاح الوطن و ليس مجرد أدوات يمكن استدعاؤها حين يتعلق الأمر بتحمل أعباء الإصلاح أو رفض دعوات الفوضى..

حين يحدث ذلك، سيجد أعداء الوطن صعوبة كبيرة في إثارة القلق و إشعال الفتنة و إسقاط الدولة باستغلال نصاب هارب و قناة عميلة و جماعة مارقة، لأنهم يعلمون حينها أنهم بصدد مواجهة أمة بأكملها و شعبٍ بكامل أطيافه و انتماءاته، و ليس مجرد شخص الرئيس فقط! 

تحيا مصر و حفظ الله جيشها العظيم.

Friday, August 30, 2019

الجحيم فارغ .. الشياطين كلها هنا!


الجحيم فارغ
الشياطين كلها هنا!

هكذا كانت قناعة وليم شيكسبير

 و هذا ما أختلف حياله معه تحديداً .. !!

فقناعتي أن الجحيم ليس هناك من الأساس !!

الجحيم هنا .. تحت أقدامنا .. أمام أعيننا .. بلا قاع .. بلا نهاية .. ملئ بكل تلك الشياطين من بني البشر التي حين يحين وقتها، ندعي أنها رحلت بلا عودة، بينما هي في الحقيقة تنتقل إلى الجانب الآخر لتحاول غزو الفردوس النقي الهادئ لتملأه بكل أنواع الشرور التي خدعنا الجميع طوال أزمنة عديدة أنها من اختراع الشيطان!

الشيطان لم ينكر وجود الله ..

الشيطان لم يقتل أخاه الشيطان ..

الشيطان لم يدعي الألوهية من دون الله ..

الشيطان لم ينكر إثمه و لم يكذب ليلق بإثمه على جنس  آخر ..

الشيطان لم يبتز أو يهدد أو يختطف أحداً لإرغامه على الخطيئة ..

الشيطان لم يفعل شيئاً سوى الاستماع لصوت عقله فقط ليدعي أنه الأفضل من غيره و ليرفض بالتبعية الامتثال لما يجب أن يفعله و الاقتناع بوجوب فعله..

أوليس هذا ما نفعله جميعاً لتبرير كل ما نرتكبه من شرور ؟!

ما نفعله لقتل بعضنا البعض.. 

ما نفعله لاستعباد بعضنا البعض .. 

أن نفترض أفضليتنا و أحقيتنا بما هو ليس لنا من الأساس !

أفضلية عرق على سائر الأعراق.. 

أفضلية دين على ما دونه من الأديان ..

أفضلية مذهب على ما يخالفه من المذاهب.. 

أفضلية وظيفة على ما سواها من الوظائف ..

تلك الأفضلية التي نمنح لأنفسنا بها الحق في عصيان أوامر الله و استباحة كل ما هو محرم و مقدس و ممنوع لدى بعضنا البعض !

حين يحين وقتك لتنتقل إلى الجانب الآخر، أياً كانت قناعتك بما ستفعله هناك، حاول ألا تكون آدمياً خالصاً، فالشيطان حتماً أقل شراً و كفراً من الكثيرين ممن يدعون الانتماء لهذا الجنس البائس، و هو أكثر حكمة ليعرف أن غزو الفردوس بكل أنواع الشرور التي نمتلكها غير ممكن، و أن العبودية الحقيقية لله هي فقط ما ستمكنك من المرور عبر بواباتها المنيعة!

Sunday, July 28, 2019

شجعوهم!

إيهاب الشيمي


في اجازة الصيف ☀ اللي بين تالتة و رابعة في الكلية📐 سنة 1993 قررت أروح مجمع الصالات المغطاة في ستاد القاهرة عشان اتفرج على كأس العالم للشباب لكرة اليد.. 
ما أخبيش عليكم، قبل البطولة دي ما كنتش أعرف أي حاجة عن كرة اليد غير اني كنت بأنزل في دوري المدرسة سنة 1986 ألعب مكان زميلي اللي غايب، و غالباً كنا بنخسر بسبب اني بأدافع على طول من جوة التسعة متر و مش فاهم ليه الحكم بيحسب علينا ضربات جزاء و بيطردني 😂

المهم، انا طبعاً كنت مبهور بالصالة الكبيرة و الاستيل ستركتشر  اللي كنت بأدرسه في الكلية و شفته أخيراً في الواقع، و طبعاً كنت مبهور بالشاشات و التكييف ❄و المزيكا 🎶🎵🎼و الكراسي والصوت 📣اللي طالع من 25000 متفرج في مكان مقفول و اللي يحسسك ان الصوت طالع من جواك !
جايز ناس منكم من الجيل الجديد يستغربوا كلامي دة، بس لو انت من جيلي اللي كان بيروح ستاد القاهرة 🏟 في التمانينات يتفرج على ماتشات منتخب الكورة ⚽ و ماتشات الأهلي الكبيرة و بتقعد على دكة خشب في الاستاد، او على الخرسانة لأن مفيش أصلاً كراسي، و الماتشات كلها الساعة تلاتة العصر 🕒  في عز الحر🔥عشان نوفر كهربة الكشافات💡، كنت هتفهم ليه أنا كنت مبهور بالصالة المغطاة الجديدة ساعتها! 

مع مرور الايام و الماتشات بدأت أفهم و بدأت أحب اللعبة و لقيت نفسي بأروح كل يوم حتى في الايام اللي مصر مش بتلعب فيها، و بدأت أعرف أسامي اللعيبة  ..
جوهر نبيل  .. شريف مؤمن .. شريف مرسي .. أشرف و حازم عواض .. محمود حسين .. الجيوشي .. الروبي  .. النقيب
عدينا المجموعات
عدينا ثمن النهائي
عدينا ربع النهائي
عدينا نص النهائي
وصلنا الفاينال قدام الدنمارك
و أخدنا كاس العالم🏆🎖
طبعاً مش قادر أوصف لكم يعني إيه تشوف فرقة بلدك و هي بتاخد كاس العالم و قد إيه كل ما بأفتكر اليوم دة بأنبسط لغاية النهاردة 😍 
الفرقة دي بعد 8 سنين و في 2001 وصلت قبل نهائي كأس العالم للكبار، و لولا التحكيم و تحيزه ضد فرقة من برة أوروبا، كان زماننا بنلعب النهائي، لكن للأسف أخدنا رابع كاس العالم للكبار، و دة انجاز كبير جدا جدا

رحت المطار 🛫 أنا و مراتي، اللي كانت مقتنعة تماماً اني مجنون، عشان نستقبل الفرقة و هي راجعة، و فعلاً و زي ما توقعت، محدش كان مستنيهم من الاتحاد او اللجنة الاوليمبية او وزارة الشباب، و مفيش غير ناس زي حالاتي عارفين قد إيه الولاد دول رجالة

اليوم دة سلمت عليهم كلهم، و لقيت كابتن الفرقة شريف مؤمن بيدور على حد، و قلت له أنا ممكن أوصلك البيت، و لقيته بيقول لي معلش أنا مراتي مقدرتش تيجي، و فعلا ركب معايا عشان أوصله، و العربية كانت فيليشيا هاتشباك 🙈 ، و الراجل لما ركب كان موطي عشان ما يخبطش في السقف و فارد رجله عالكنبة الورانية عشان يعرف يقعد لانه كان طوله مترين 😅

إحساسي بالفخر بالولاد دول 💪، هو هو النهاردة و انا بأتفرج على الولاد اللي كسبوا سبع ماتشات ورا بعض في كأس العالم و سجلوا رقم قياسي محدش عمله قبل كدة بإحرازهم 326 جول، و كمان كسبوا فرنسا و السويد و النرويج و كل دول أبطال عالم، لكن الحظ عاندهم في قبل النهائي في مباراتهم الثانية قدام فرنسا اللي كانوا متعادلين فيها  لغاية آخر دقيقتين ⏳رغم انهم كانوا متأخرين بفرق 4 أهداف، و لعبوا بعدها عالبرونز قدام البرتغال و كسبوا بفرق 10 نقط و حققوا مركز غير متوقع بعد ما كانت ترتيبنا ال 17 في كأس العالم اللي فاتت 

شجعوا الولاد دول
شجعوا فريدة عثمان في السباحة
شجعوا محمد سامي في السباحة
شجعوا معتز و العدوي و أميرة قنديل في الخماسي الحديث
شجعوا هداية ملاك في التايكواندو
شجعوا حمادة محمد في ألعاب القوى
 شجعوا رنيم و نور و علي فرج في الاسكواش

خلوا ولادكم👶👩👨👧👦 يشوفوا ازاي ان ولاد و بنات مصر ممكن يعملوا كل حاجة لو زرعنا جواهم الثقة و الأمل و الطموح

علموا ولادكم يحبوا #مصر

♥🇪🇬

Saturday, July 20, 2019

مصر التي في خاطري .. !


إيهاب الشيمي

خلال الأسابيع القليلة الماضية، احتضنت مصر كأس الأمم الأفريقية في نسختها الأولى بعد زيادة عدد المنتخبات إلى 24 فريقاً بدلاً من 16 فريقاً كما جرت العادة ..

وتشاء الأقدار، أن تكون تلك أيضاً هي البطولة الأكبر من حيث مشاركة الدول العربية حيث ضمت إلى جانب مصر كلاً من الجزائر و المغرب و تونس و موريتانيا، التي لم يكن المدعو مدحت شلبي، هو و الكثيرين ممن ابتلانا بهم إعلام الفضائيات الرياضي ، يعلم أنها دولة عربية بالأساس !

و رغم التزامنا كدولة منظمة بتوفيرالدعم لكل الفرق المشاركة و توفير الخدمات و أعلى درجات الضيافة و الراحة لمناصري و مشجعي هذه الفرق أثناء تواجدهم في مصر، إلا أن التزامنا تجاه الفرق العربية الأربعة كان بالطبع يتجاوز الالتزام التنظيمي و الرسمي ليشمل كذلك الدعم الجماهيري المعتاد و المنتظر لكل الأشقاء العرب من أبناء مصر .

و لكن ..

يبدو أن هناك الكثير من قاصري النظر، على المستويين الشعبي و الإعلامي، ممن مازالوا يدعون لاستدعاء مشاعر الكراهية و الغضب تجاه الأشقاء، و من تعدى الأمر لديهم من مجرد الهجوم على من توجهوا لمناصرة لمنتخب الجزائر و تشجيع الخضر في اكثر من مباراة، إلى ما هو أكثر من ذلك ..

فها هي مؤسسات إعلامية كبرى، يفترض في من يقومون على إدارتها التحلي بالوعي و الإدراك و المسؤولية، تقوم بنشر العديد من المقالات و مقاطع الفيديو  التي تهدف بصورة مباشرة أو غير مباشرة لتأجيج مشاعر الكراهية و الحقد و إظهار أوجه الاختلاف و تضخيم تأثير القلة من المتعصبين في الجانبين، بينما تجاهلت تماماً الصورة الأكبر التي تسيطر على معظم جوانبها مشاعر الأخوة و روح الضيافة المصرية الحقيقية و مشاعر الامتنان و الحب من معظم الجماهير العربية و على رأسها جماهير الجزائر !

 نعم .. و للأسف الشديد، مازال هناك من قاصري النظر من يحصر علاقة مصر بالجزائر في "خناقة" مباراة تصفيات مونديال 1990 الشهيرة التي اهلت منتخبنا الوطني لنهائيات كأس العالم، و أحداث "مباراة أم درمان" في تصفيات مونديال 2010 والتي حرمت أعظم اجيال الكرة المصرية من تمثيلنا في مونديال جنوب أفريقيا، و تصريحات بضعة متعصبين من جماهير و لاعبي و مدربي منتخب الجزائر ممن لا يمثلون إلا أنفسهم، كما لا يمثل العديد لدينا هنا في مصر من إعلاميين و مسؤؤلين و جماهير إلا انفسهم فقط !

نعم .. مازال هناك من يحصر علاقتنا بقطر في تميم و أمه و والده حمد الذي خان أباه ،قبل أن يخون أشقاءه العرب، من اجل ان يرتمي في أحضان من وعدوه كذباً في واشنطن و تل أبيب بالمجد و اعتلاء قمة النفوذ في المنطقة من خلال احتضان و تمويل و دعم تنظيمات الإخوان المسلمين و من خرجوا من رحمه في القاعدة و داعش و حماس و بيت المقدس، على حساب تنمية و استقرار و ازدهار شعبه  !

نعم .. مازال هناك من قاصري النظر من يحصرون علاقتنا بما يحدث في ليبيا و سوريا و العراق بما حدث في الماضي من حماقات القذافي و صدام حسين و الأسد و مواقفهم العدائية تجاه مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، و من يحصرون علاقتنا بالسودان و إثوبيا في محاولة اغتيال مبارك في تسعينيات القرن الماضي، و من يحصرون علاقتنا بالكويت في خطابات كراهية جوفاء لنائبة حمقاء في مجلس الأمة الكويتي، بل و من يريدون اختزال علاقتنا بالقضية الفلسطينية في مرتزقة حماس و من يقف ورائهم في أنقرة و الدوحة !

و يجب على كل هؤلاء، و هم و إن كانوا قلة و لكنهم يمتلكون العديد من المنابر و الكثير من مكبرات الصوت،  أن يدركوا أن العلاقات الاستراتيجية السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الأمنية و روابط الدم و اللغة و الدين و التاريخ المشترك و المصير الواحد لا تحكمها الأوضاع المؤقتة أو التصرفات الشخصية أو مصالح المرتزقة و خيانة العملاء، ففي النهاية يزول كل هؤلاء و تحياالأمم و تبقى الشعوب لتواجه التحديات المشتركة و التهديدات الخطيرة التي تستلزم منا جميعاً البقاء جنباً إلى جنب و أن يكون لدينا الإدراك الكافي لحقيقة أن قوة كل منا هي في وحدتنا و تقبل اختلافاتنا في إطار المصلحة العليا لنا جميعاً ..


في النهاية ..

رغم كل دعوات الكراهية و الغضب ..

رغم كل الحماقات و المؤامرات ..

رغم خيانة العملاء و حقارة المرتزقة ..

 ما أنا على يقين كامل منه، هو أنه حين يعود الزمن، سنشارك بن بيلا و رفاقه الثورة من جديد من أجل استقلال الجزائر، و سوف نرسل الأطباء و المهندسين و المعلمين على نفقتنا من أجل مساعدة قطر و السودان و اليمن و غيرهم من الدول العربية التي مدت إليها مصر يد العون لنأخذ بأيديهم جمبعاً نحو النمو و التقدم ..

نعم.. سوف نرسل قواتنا من جديد إلى الكويت لتستعيد استقلالها و حريتها، و سوف  نقدم الدعم للجيش العراقي في شط العرب ليحقق النصر على ملالي إيران الذين مازالوا يسعون لتدمير كل ما هو عربي و تنصيب مرشد ثورتهم إلها يعبده الجميع، و سوف نحارب من جديد في فلسطين لطرد الصهاينة و استعادة الأقصى و حيفا و الخليل و أريحا و القدس بأكملها شرقية و غربية، و سوف ندفع بدباباتنا إلى قلب سيناء دون غطاء جوي في أكتوبر حتى لا تسقط دمشق العروبة في الجانب الآخر من المعركة!  

نعم .. هذه هي مصر و هذا هو قدرها و هذه هي مواقفها ..

أحبها للموقف الجليل
من شعبها وجيشها النبيل
دعا الى حق الحياة
لكل من فى ارضها
وثار فى وجه الطغاة
يا مصر يا مهد الرخاء
يا منزل الروح الأمين
أنا على عهد الوفاء
في نصرة الحق المبين

نعم .. هذه هي مصر التي في خاطري ..

Saturday, June 22, 2019

الوعي المطلوب .. في أمر أمير القلوب !!

إيهاب الشيمي


"لم أجد سوى مشروع النهضة، ومصر محتاجة لمؤسسة كبيرة مثل حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، ومنتشرة فى ربوع مصر، وده حرصًا منى، وحاسس إنهم بيعملوا بحب وإخلاص، وأرى أن نكون داعمين لمحمد مرسى ليكون رئيسًا للجمهورية".

هكذا أعلن “أمير القلوب” في فيديو تم نشره قبيل الانتخابات الرئاسية في عام 2012 انتماءه الصريح سياسياً و اجتماعياً فكرياً لجماعة “الإخوان المسلمين” و هو ما أكده قبل ذلك أمام العالم كله حين رفع قميصه في الملعب ليظهر تحته شعار “متعاطف مع غزة” و هو أمر نبيل في ظاهره، و لكنه جدي بالمراجهة أيضاً، فالرجل لم يعلن تعاطفه مع فلسطين التي تضم كذلك الضفة الغربية و القدس و اللتان تتعرضان لما هو أسوأ، و لكن تعاطف الرجل لم يظهر إلا مع الأرض التي تسيطر عليها” حماس” فقط و كأن من هم سواها لا يستحقون التعاطف و الدعم !

حين أراد الرجل كذلك أن يستثمر أمواله التي اكتسبها من الشهرة الواسعة التي حظي بها كلاعب متميز طوال سنوات عديدة منحها خلالها الشعب حبه و ثقته ، لم يجد الرجل من هو أفضل من "أنس القاضي" ليشاركه استثماراته..

و لكي تعلم من هو شريكه ذلك، فعليك أن تعرف أنه أنس محمد عمر القاضي أحد الكوادر الشابة في تنظيم "الإخوان المسلمين" و هو الذي تم تصعيده في أعقاب الثورة ليتولى منصب أمين لجنة الشباب بحزب "الحرية و العدالة" بالاسكندرية،  تم تم تنصيبه متحدثاً رسمياً باسم حملة مرسي الرئاسية بالإسكندرية ثم المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين برمتها بالإسكندرية، و هو أيضاً من هدد الشعب المصري إبان إدارته لحملة مرسي وتوعد الجميع بالويل و الارهاب و الخراب والثبور إذا لم يتم إعلان مرسي رئيسا، مشككا في نزاهة العملية الانتخابية علي الرغم من أنه بنفسه أثنى على القائمين عليها حين انتهت بفوز مرشحه في النهاية!

و يمكنكم جميعاً كذلك أن تتذكروا تلك الفترة التي واكبت "عتصام رابعة" و كيف أنكر الرجل علاقته بلاعتصام أو مشاركته فيه بالرغم من كل الفيديوهات التي تم اذاعتها على الهواء من منصة رابعة و هي تعلن حضوره و مشاركته، و لا أنكر أن الأمر يخضع في النهاية لكلمة من يرون حضور الرجل و تعاطفه مع الاعتصام و الرئيس المعزول أمام كلمة من ينكرون ذلك طالما لم يتوافر حتى الآن أي دليل مصور يثبت وجود الرجل بالفعل هناك، و لكن حتى تلك الاشكالية و ذلك الجدل حسمه الرجل بنفسه بعد فض الاعتصام بأربعة أشهر حين توجه لكأس العالم للأندية و شارك في دعم حملة "مغاربة من أجل رفع شعار رابعة بمونديال الأندية"، وهي حملة يتضامن فيها شباب المغرب من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين مع المعزول محمد مرسي وأنصاره، من خلال التقاط الصور مع إحدى الناشطات بهذه الحملة و هي ترفع  شعار رابعة لتنشر الصورة في النهاية على موقع الحملة على الفيسبوك بمباركة الرجل و دعمه مستغلاً عدم تجريم استخدام شعار رابعة في المغرب!

و لن أجد الحاجة ملحة لبذل مزيد من الجهد لبيان كيف استمر الرجل في العمل في قناة رياضية يعلم تماماً ملكيتها لشبكة "الجزيرة" و من خلفها "مؤسسة قطر للإعلام" التي تديرها المخابرات القطرية بالتعاون مع مخابرات دول أخرى مثل "إسرائيل" و "الولايات المتحدة"   و هي الجهات التي لا تدخر جهداً في دعم كل ما يدمر الاستقرار في مصر و دعم الجماعات الارهابية المتطرفة من أقصى الشرق في افغانستان و وصولاً إلى ساحل الأطلسي في المغرب العربي !

( يمكنك الرجوع لمقالي المنشور بصحيفة روزاليوسف على الرابط التالي لمزيد من التفاصيل أنقر هنا)

و لن أجادل كثيراً أصحاب فرضية سذاجة الرجل سياسياً و أنه كان ضحية مؤامرة كبرى لاستغلال شعبيته لخدمة أهداف الجماعة في استقطاب رموز رياضية و ثقافية و إعلامية و قضائية و فنية لتلميع صورتها و جذب المزيد من الشباب و المزيد من التعاطف، و لكن حتى هذه الفرضية سقطت منذ يونيو 2017 حين اعلنت مصر و السعودية و البحرين و الامارات بالأدلة التي لا تحتمل الشك كيف مولت قطر عمليات و أنشطة الإرهاب ضدها داخل أراضيها و خارجها في ليبيا و اليمن و السودان و تونس و هو ما أكدته قرارات مجلس الأمن التالية بإدراج العديد من القطريين و آخرين، ممن تمولهم الدوحة و تمنحهم حق الإقامة لديها، على قوائم أن الارهاب و حظر الحسابات المصرفية، و هو الأمر الذي جعل العديد من الرموز الرياضية أمثال حازم إمام و ميدو تتوقف عن التعامل مع هذه الشبكة رغم كل المغريات المادية، و رغم عدم وجود قرارات رسمية مصرية بضرورة التوقف عن الظهور على هذه القنوات أو رصد ما يفيد حدوث مضايقات أمنية لمن استمروا في التعاقد مع هذه الشبكة و مازالوا يظهرون على شاشاتها حتى الآن!

خلاصة القول هو الآتي :

- لا أحد ينكر أن الرجل لاعب قلما أنجبت الملاعب المصرية مثيلاً له، و لكن هناك في تاريخ مصر من يفوقونه مهارة ..

- لا أحد ينكر أن الرجل ساهم في حصول الأهلي على العديد من البطولات، و لكن الفريق كله آنذاك كان يعج باللاعبين المتميزين الذين لا يقلون عنه نجومية و تحقيقاً للانجازات و تاريخ الأهلي الممتد لأكثر من مائة عام لا يمكن حصره في لاعب واحد ..

- لا أحد ينكر دماثة خلق الرجل و تواضعه الظاهر، ولكن هناك من يتميزون أيضاً بتلك الصفات من نفس الجيل ..

- لا أحد ينكر أن الرجل ساهم في حصول مصر على بطولتين متتاليتين لكأس الأمم، و لكنه لم يفعل ذلك وحده، فلقد كان هناك زيدان و جدو و عبد ربه و جمعة و أحمد حسن و الحضري و متعب و بركات و عبد الشافي و غيرهم من القامات العالية في تاريخ مصر الكروي، بدليل حصولنا على البطولة الثالثة على التوالي رغم عدم مشاركة الرجل بها من الأساس ..

وكما ترى عزيزي القارئ، كل ما يتميز به الرجل موجود لدى العديد من أقرانه ممن منحوا الأهلي و المنتخب و الوطن الكثير، و لكن عليك أن تتساءل .. لماذا هو وحده من يحظى بكل هذه الدعاية و كل هذا التركيز ؟!

ببساطة .. كل ذلك ما هو إلا أسلوب غاية في الاحترافية ضمن خطة طويلة الأمد بدأت منذ ظهور "حسن البنا" في مصر منذ تسعة عقود لخلق رموز و زرع أفكار تهدف للسيطرة على الوعي الجمعي للأمة و الشباب بشكل خاص، باستخدام الدين و السياسة و المال، ليتم في النهاية إسباغ صفات العصمة و الألوهية على من يخدم هذه الخطة من هذه الرموز التي تم اختيارها بدقة شديدة، و يتم بالتبعية منحهم الحق في اعتناق ما يرغب من أفكار و دعم من يريد من جماعات و المشاركة، عمداً أو جهلاً، في جهود الإخوان المسلمين، و من يقفون خلفهم في قطر و تركيا و لندن، لتلميع صورة الجماعة و اقناع الجميع أن من تدعي حكوماتهم أنها جماعة إرهابية هدفها السلطة و فقط، إنما هي جماعة سياسية وطنية معارضة ينتمي إليها الصفوة ممن يجب أن يتخذهم الجميع قدوة، و ليس أن ينبذوهم و يتحفظوا على أموالهم!

في النهاية عزيزي القارئ، ليس عليك سوى الاختيار، بين أن تصبح ضحية لخطة الجماعة و البقاء حبيس انبهارك و إعجابك بمهارات و تواضع الرجل و بالتالي إنكار إثمه و خطيئته في حق الوطن، و بين أن تستيقظ من غفوتك و تدرك كيف يستغل هؤلاء عشقك للفن و الرياضة و الأدب ليخترقوا أمن الوطن و يهدموا استقراره !

تحيا مصر و ليبقى دائماً المجد فقط للشهداء!

Sunday, June 9, 2019

الممر .. من جديد!

إيهاب الشيمي

قررت منذ يومين أن أشاهد فيلم "الممر" مع العيال و أمهم ..
بالطبع كنت أعرف مقدماً أن الفيلم يتناول تحديداً هزيمة الخامس من يونيو 1967 و ما تلاها من عمليات كانت مقدمة لمرحلة الاستنزاف التي بدأت في عام 1969، و بالتالي كنت مستعداً على المستوى النفسي لمشاهدة ما سيثير الكثير من الألم و الغضب و الحزن في آن واحد..  !

و لكن يبدو أن ذلك الاستعداد و تلك الجاهزية الذهنية لم تكن سوى أكذوبة خدعت بها نفسي لتحملني قدماي إلى داخل قاعة العرض ، فما أن بدأت أحداث صبيحة يوم الخامس من يونيو و توالت مشاهد الضربة الجوية الإسرائيلية على مطاراتنا و قواعدنا و معسكراتنا حتى شعرت بوقع كل قذيفة و  كل رصاصة كأنها تخترق صدري أنا لينتفض جسدي مع دوي انفجار كل منها .
بلغ الأمر ذروته حين ملأ الشاشة ذلك المشهد الذي تتحرك فيه الكاميرا مع القنبلة التي تترك باطن القاذفة الإسرائيلية و تبدأ في السقوط نحو هدفها، الذي يمكنك من مقعدك مشاهدته بعيداً هناك في الأسفل و الذي لم يكن سوى  ذلك الخندق و قد امتلأ عن آخره بالمجندين الباحثين عن النجاة بعد أن ألقت بهم قيادتهم في قلب سيناء دون أن يكملوا يوماً واحداً من التدريب، بل دون أن يتمكنوا من ارتداء ملابسهم العسكرية قبل التوجه لقلب الصحراء !
و بينما كانت القنبلة تتسارع في سقوطها نحوهم كانت دقات قلبي تتسارع بنفس المنوال و كانت يداي تزيدان من تشبثهما بمقعدي و كأنهما تحاولان منعي من السقوط المروع مع تلك القنبلة ..
فجأة .. يتوقف كل شيئ داخل قاعة العرض .. حتى أكاد أقسم أن عقارب الساعة نفسها قد توقفت عن الدوران حين اصطدم الغلاف المعدني اللامع المزين بالنجمة السداسية بحافة الخندق لتنفجر القنبلة الضخمة التي يحتويها و تتطاير معها أجساد و أحلام عشرات الجنود وسط مزيج مزعج من الدم و الدخان و الرمال و الصراخ و الألم!

رغم كل الصخب و الفوضى التي سادت المشهد، إلا أن السكون كان قد فرض سطوته بشدة على كل شيئ داخل قاعة العرض حتى تكاد من شدته أن تسمع دقات قلب من يجلس بالمقعد المجاور لك بينما تتحول الكاميرا  ببطء إلى زاوية بعيدة حيث يقف ذلك الصاري الذي يحمل علم مصر ممزقاً و محترقاً وسط سحابة ضخمة من الدخان الأسود، لأجد نفسي و قد اغرورقت عيناي بالدموع و كأني هناك معهم ممداً على رمال الصحراء غارقاً في دماء الصدمة ! 

نعم .. رغم كل شيئ، يبدو أن استعادة أحداث و تفاصيل تلك اللحظة و ذلك اليوم يثير نفس الألم و نفس الغضب و نفس الحزن في كل مرة، فليس هناك ما هو أكثر إيلاماً من فقد الكرامة و العزة و انكسار الوطن! 

فيما تبقى من الفيلم، و بينما تخرج بك الأحداث رويداً رويداً من رحم المأساة الضيق المظلم إلى رحابة و إشراق الحلم باستعادة الأرض من جديد، راودتني تلك الأحاسيس التي راودتني حين تابعت في نفس قاعة العرض منذ عامين أحداث فيلم "دنكيرك" حيث تمكن كريستوفر نولان من تحويل أكبر كارثة عسكرية في تاريخ الجيش البريطاني إلى عمل فني يضخ المزيد من الدماء في أوردة مشاعر الوطنية و الفخر و الرغبة في الانتصار على كل الأعداء من أجل الوطن !
حين انتهى العرض، لم أجد نفسي إلا و أنا أقف مصفقاً بحرارة لكل من شارك في هذا العمل الذي كما أثار مشاعر الأسى و الغضب، نجح كذلك و بجدارة في إثارة مشاعر الفخر و العزة و الكرامة بكل هؤلاء الأبطال من أبناء هذا الوطن العظيم الذين خرجوا من الهزيمة ليذيقوا العدو نفس مرارتها و ليمنحونا الأمل في عودة تراب الوطن من جديد!

ما أثبته هذا الفيلم هو أن هذا الشعب و برغم كل ما يعانيه من قسوة الظروف و ضيق المعايش و تغول الفساد، إلا أنه حين يتطلب الأمر، فإنه يتحول لقوة جامحة في وجه الأعداء دفاعاً عن الوطن الذي يظن أحياناً تحت وطأة الضغوط أنه لم يعد وطنه، و دفاعاً عن الأرض التي يعتقد في ثورة غضبه أنه يمكنه استبدالها بأخرى أكثر عطفاً و كرماً و أكثر احتراماً و تفهماً لإنسانيته!

و ما تأكدت منه شخصياً بعد مشاهدته، أننا بحاجة للكثير من هذه الأفلام لتكون بدورها بمثابة "الممر" الذي يعبر من خلاله الجيل الحالي من ضيق الشك و عتمة اليأس إلى رحابة الثقة في عظمة هذا الشعب و نور الأمل في مستقبل أفضل.

تحيا مصر و ليبقى دائماً المجد للشهداء.


توضيح هام:
وردني بعد كتابة المقال تساؤلات كثيرة حول ما ذكزته من أن الاستنزاف بدأ في 1969 وليس 1967، و لذلك وجب علي توضيح الآتي:
في أعقاب النكسة بدأت مصر حربها ضد إسرائيل على ثلاثة مراحل، الأولى أطلق عليها اسم «مرحلة الصمود» ثم مرحلة «الدفاع النشط»، ثم تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها «الاستنزاف»، لتصل الحرب إلى ذروتها في عام 1973.
وكان الهدف من «مرحلة الصمود» سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس، واستغرقت هذه المرحلة، من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968، أما مرحلة «الدفاع النشط» فقد كان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية؛ بغرض تقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، واستغرقت هذه المرحلة المدة من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969.

وتصاعد القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها «الاستنزاف»، وذلك من خلال عبور بعض القوات، والإغارة على القوات الإسرائيليةداخل تحصيناتها في قلب سيناء، وكان الهدف منها تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات و العودة بالأسرى إن أمكن ذلك، واستغرقت هذه المرحلة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970.

Friday, May 10, 2019

Anwar Sadat, a man of peace in a time of violence !

President Reagan Remarks on the Departure of the United States Delegation to Funeral Services for President Anwar el-Sadat of Egypt in Cairo

October 8, 1981
On behalf of the country, I want to express a heartfelt thanks to Presidents Nixon, Ford, and Carter, and Mrs. Carter, for undertaking this sad mission. Their presence in Cairo will express to the Egyptian people the depth of America's grief and sorrow at the loss of a great leader and a beloved friend.
Today the American people stand beside the Egyptian people -- the people of a new nation with the people of an ancient land; people of the West with the people of the East. We stand together in mourning the loss of Anwar Sadat and rededicating ourselves to the cause for which he so willingly gave his life.
There are times, there are moments in history, when the martyrdom of a single life can symbolize all that's wrong with an age and all that is right about humanity. The noble remnants of such lives -- the spoken words of an Illinois lawyer who lived in this House, the dairy of a young Dutch schoolgirl, the final moments of a soldier-statesman from Mit Abu el-Qum -- can gain the force and power that endures and inspires and wins the ultimate triumph over the forces of violence, madness, and hatred.
Anwar Sadat, a man of peace in a time of violence, understood his age. In his final moments, as he had during all his days, he stood in defiance of the enemies of peace, the enemies of humanity. Today, those of us who follow him can do no less. And so to those who rejoice in the death of Anwar Sadat, to those who seek to set class against class, nation against nation, people against people, those who would choose violence over brotherhood and who prefer war over peace, let us stand in defiance and let our words of warning to them be clear: In life you feared Anwar Sadat, but in death you must fear him more. For the memory of this good and brave man will vanquish you. The meaning of his life and the cause for which he stood will endure and triumph.
Not too long ago, he was asked in an interview if he didn't fear the possibility of the kind of violence that has now just taken his life. And he said, ``I will not die 1 hour before God decides it is time for me to go.''
Again, a heartfelt thank you to these men here, these three who are making this mission on behalf of our country. I thank you, and if I may, in the language of my own ancestry, say: Until we meet again, may God hold you in the hollow of His hand.

Friday, April 19, 2019

تعديلات تعديلات .. مين قال هات ؟



إيهاب الشيمي

مرة أخرى يطل علينا استحقاق جديد فرضته الحالة الثورية التي يعيشها الوطن منذ يناير 2011 و حتى اليوم ..

تلك الحالة التي وجد فيها الشعب نفسه و قد أصبح مطالباً باتخاذ الكثير من القرارات المصيرية دون أن يمتلك الثقافة اللازمة لذلك، أو الخلفيات المرجعية و الخبرات اللازمة التي تمنحه القدرة على اختيار الطريق الأصوب و تجنب النهايات المسدودة التي أجبرته في أحيان كثيرة على الارتداد على عقبيه وإضاعة الكثير من الوقت و إهدار قدر ليس باليسير من الطاقة للسير من جديد في درب آخر آملاً أن يجد في نهايته الوجهة المأمولة و الجائزة المرجوة !

ما زاد الطين بلة، هو أن تلك الحالة الثورية التي أفضت إليها مقدمات استمرت لعقود و مهدت لها إرهاصات لم يغفلها إلا جاهل أو مغيب، فرضت على ذلك الشعب ظروفاً استثنائية لم تمنحه هي الأخرى الفرصة لكي يمكنه قبل البدء في المسير أن يراجع خياراته و يدرس تبعاتها و يوازن بين مناقبها و مثالبها، فالأمن، و تأمين لقمة العيش، و ما شابهها من ضروريات وجب توافرها على المدى القصير تغولت بشكل غير مسبوق على أمور أخرى، لا أراها أقل أهمية، تنحت جانباً على سلم الأولويات لتبقى أهدافاً يمكن المطالبة بها لاحقاً للحصول على المزيد من الحريات، و الشفافية، و تكافؤ الفرص !

المؤلم هذه المرة، هو أنه يبدو و أن ذلك الشعب قد أدمن اتخاذ القرار بسرعة دون دراسة أو رغبة حقيقية في استقراء النتائج و كأنه مازال يرزح تحت تأثير نفس الضغوط و ذات المخاوف التي حرمته رفاهية الاختيار بالرغم من أنه يمكنه الآن إعادة ترتيب أولوياته بعد ان تحمل، طوال السنوات الثمان الماضية، أعباء الحرب على الإرهاب، و الإصلاح الاقتصادي، و إعادة بناء البنية التحتية.

المثير أيضاً للسخرية و الغضب في آن واحد، هو أن من يفترض بهم زيادة الإدراك الجمعي و الوعي الشعبي بمبررات و تفاصيل و تبعات القرار هذه المرة، هم أنفسهم من يروجون لضرورة اتخاذه مجدداً بناءاً على معطيات الخوف من انهيار الدولة و غياب الأمن و عدم القدرة على تأمين لقمة العيش، و هي معطيات لو صح استمرار تأثيرها على نوعية القرار، فإنها تعني بلا أدنى شك كذب القائمين على إدارة الأمور في كل ما يروجون له من أحقيتهم بالسلطة لنجاحهم في الانتصار على الإرهاب و النهوض بالاقتصاد من كبوته، و منح الشعب الأمل في استشراف مستقبلٍ أكثر إشراقاً.

و لا أخفيكم سراً أنني لست من أولئك الذين أصابتهم الدهشة من اقتراح تلك التعديلات بصورتها النهائية، و بالسرعة التي خرجت بها، حتى لم يتعد الفارق بين إقرارها و التاريخ المقرر للتصويت عليها أكثر من أربعة أيام فقط ! فهذه التعديلات هي نتاج برلمان ساهم في استحواذه على المشهد من يروجون لأكذوبة دفاعهم عن حقوق هذا الشعب من الأحزاب الكرتونية و الحركات السياسية التي لا يصدر عنها سوى الضوضاء و النحيب على ضياع جهودها المزعومة في تحقيق الديمقراطية كلما حل موعد استحقاق جديد !
ذلك البرلمان الذي جاء نتاج التجربة الانتخابية الأولى بعد الإطاحة بفاشيتين، و هي التجربة التي غلبت عليها المخاوف و التشكيك في النوايا، بل و الفزع من فكرة عودة الإسلام السياسي من جديد إلى المشهد من خلال أصوات البسطاء و الموالين للجماعة المحظورة  !

و هي نفس التجربة التي فشل المرشحون و الأحزاب فيها على السواء في التواصل مع الناخبين ليتعرفوا على خلفياتهم السياسية و انتماءاتهم الأيديولوجية و رؤيتهم الخاصة لدور البرلمان الجديد، فلم يكن أمام جموع الناخبين إلا خيارين: الأول هو إيثار السلامة و الامتناع عن التصويت و تجنب عناء الوقوف في طابور الانتخاب للتصويت لصالح من لا يعلمون عنهم شيئاً، و الثاني هو بذل قصارى الجهد لاستبعاد من يعلمون فسادهم، ثم الاختيار عشوائياً من بين من تبقوا بافتراض إخلاصهم و نبل الأهداف التي سعوا من أجلها لخوض غمار المعترك الانتخابي و انتفاء خدمتهم لمصالح خفية أو أطراف خارجية.

و في ظل تلك المعطيات أصبح وجود برلمان يمثل المصريين هو مجرد حلم لم يمكن تحقيقه في ظل إعلان أغلبية النواب عن قيام ائتلاف "دعم الدولة المصرية" تنفيذاً لرغبة الرئيس في وجود جبهة برلمانية موحدة، و توقيعهم وثيقة يؤكدون فيها تجردهم من انتماءاتهم الحزبية وميولهم الفكرية واتجاهاتهم السياسية التي اختارهم الشعب الذي يمثلونه على أساسها، لصالح دعم الرئيس و الحكومة بحجة إرساء دعائم الدولة الحديثة، و هو ما يجعل دهشة البعض من فكرة اقتراح هؤلاء النواب لتلك التعديلات أمراً غريباً بحد ذاته، فالاقتراح نتيجة محتومة للمقدمات المعروفة سلفاً كما أوردتها في السطور القليلة السابقة !

في السطور التالية، دعوني أشارككم رأيي المتواضع في تلك التعديلات، و هو ما لا أفترض صحته أو أفضليته، بقدر ما أثق في قناعتي بمبررات اعتناقي لهذا الرأي ..

أولاً، و فيما يتعلق بالتعديل الأهم و هو المرتبط بفترة ولاية الرئيس، فرغم قناعتي منذ مشاركتي في اللجنة الشعبية لإعداد الدستور المصري عقب ثورة يناير أن فترة الرئاسة في مصر، و هي دولة تفتقر للعمل المؤسسي و تعتمد على شخص الرئيس، يجب ألا تقل عن ست سنوات، إلا أن الحديث عن منح الرجل فرصة أخرى بعد مد الفترة الحالية يعد أمراً مبالغاً فيه بشكل صارخ، خاصةً و أن مد الفترة الحالية سيمنح الرجل خمس سنوات أخرى تنتهي في 2024 و هي فترة كافية لإكمال ما بدأه من إجراءات.
و لكن الموضوعية و الحياد تتطلبان مني كذلك أن أطرح سؤالاً لن يعجب الكثيرين هنا ..
فمادمنا نعرف منذ الآن اننا بصدد انتخابات رئاسية في 2024 فلماذا لا يبدأ من يملأون الدنيا و نواحاً على الديمقراطية و تكافؤ الفرص في العمل من الآن على إنشاء قاعدة انتخابية و بيان ما يرونه أفضل للوطن، و التواصل مع الجماهير من خلال كيانات فاعلة تعمل خلال السنوات الخمس المقبلة على خلق وعي سياسي و اقتصادي و اجتماعي و تنمية إدراك حقيقي لدى الشعب بالتحديات و طرق مجابهتها من وجهة نظرهم، بدلاً من الانتظار حتى "نصب الصوان الانتخابي" في اللحظة الأخيرة كالعادة، ثم البكاء لحظة الفشل المحتوم القائم على معطيات كثيرة أولها ان "محدش يعرفكم و لا انتم عايزين تبذلوا مجهود عشان حد يعرفكم" .. !

ثانياً، و فيما يتعلق بالحصص الانتخابية لفئات بعينها، مثل المرأة و الشباب و المسيحيين و العمال و الفلاحين و ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا أجدني من المؤيدين لمبدأ التمييز و منح الأفضلية لفئة بعينها حتى و إن كان ذلك يندرج تحت ما يسميه البعض بالتمييز الإيجابي ! فهذا التمييز، كما أراه، ليس إلا دليلاً على فشل الحكومة في توفير المناخ المناسب لهؤلاء ليتمكنوا من الفوز بما يستحقونه من مقاعد برلمانية، و فشل الشعب في تقبل فكرة تولي الأفضل و من يستحق بغض النظر عن جنسه و دينه و سنه !
و لن أخوض في تفاصيل كل فئة على حدة، و لكني سأكتفي بما يتعلق بالمرأة، فاعتماد أسلوب "الكوتا" سيعطي انطباعاً مضللاً بأن أي سيدة تصل إلى المجلس النيابي إنما وصلت فقط بسبب "الكوتا"، في حين أنه يمكن أن يكون لديها من الكفاءة ما يكفي لتستحق النيابة بجدارة تفوق منافسيها من الرجال. كما أنني أؤمن و بشدة أن على المرأة أن تكسر إحتكار الرجل للسلطة لا أن تستعطفه من أجل فتات لا يتعدى 25% من مقاعد البرلمان، و هو بالمناسبة أقل من نسبة 30% التي تنص عليها   اتفاقية السيداو، التي صادقت عليها مصر في الألفية الثانية !

ثالثاً، و فيما يتعلق بإعادة إحياء "مجلس الشورى" بحجة منح المزيد من الوقت لنواب البرلمان لمارسة سلطتهم الرقابية، فلا اظن أن ذلك المبرر مقبول في ظل وجود "المجالس القومية المتخصصة" التي ينظم الدستور و القانون اختصاصاتها و تعمل على توفير المشورة العلمية للرئيس و الحكومة بل و يمتد دوها طبقاً للدستور الحالي لمراجعة القوانين و اللوائح التنفيذية قبل عرضها في صورتها النهائية على مجلس الوزراء. المثير للدهشة أيضاً، أن مبرر وجود "مجلس الشورى" كهيئة استشارية للرئاسة قد انتفى بعد قرار الرئيس بتشكيل المجلس الاستشاري العلمي الذي يضم نخبة من علماء مصر منوط بهم تقديم المشورة في كافة المجالات العلمية و الاقتصادية و المجتمعية لمؤسسة الرئاسة. و لست في حاجة هنا لأذكركم أن تأسيس مجلس الشورى في عهد السادات كان بغرض السيطرة على الصحف القومية بدلاً من "الاتحاد الاشتراكي"، وكان يمثل حينها ازدواجا تشريعياَ رغم أن رأيه كان استشارياً، و كان يتم حينها تعيين ثلث أعضائه من قبل رئيس الجمهورية كنوع من المجاملة لبعض الرموز السياسية.

ببساطة، تجربتنا مع الشورى على مدار العقود الماضية أثبتت أن النظام السياسي المصري لا يستقيم معه البرلمان صاحب الغرفتين، خاصة أن مصر ليست ثرية لكي ننفق ملايين الجنيهات على هذا المجلس "معدوم الفائدة"، في ظل وجود المجالس القومية المتخصصة كما أسلفت !

رابعاً، و فيما يتعلق برئاسة رئيس الجمهورية للمجلس الأعلى للقضاء، فلا أرى في ذلك إلا انتهاكاً واضحاً لمبدأ الفصل بين السلطات، و من يتحدث عن أن الرئيس لا ينتمي لأي من السلطات الثلاث " التنفيذية و التشريعية و القضائية" فعليه أن يحدد لنا ماهية و نوعية سلطة الرئيس، و رقم المادة التي تحدد ذلك في الدستور، أو الاكتفاء بذكر اسم النظام الشمسي الذي سينتمي إليه الرئيس المحتمل بحيث نضمن حياده التام و عدم انتماءه لأية جهة أو سلطة محتملة على هذا الكوكب !

خامساً، فموقفي من تعديل نص موجبات مثول المدنيين أمام المحاكم العسكرية ليس بجديد، فالنص الأصلي و المعدل مرفوضان جملة و تفصيلاً من جانبي، فجميع المواطنين يجب أن يحاكموا امام قاضيهم الطبيعي، المدنيون أمام محكمة مدنية، و العسكريون أمام محكمة عسكرية، و إلا فعلى الجميع الاستعداد لقبول المثول أمام المحكمة العسكرية إذا قادهم حظهم العاثر للاصطدام بحاجز طريق القاهرة-العين السخنة الذي يديره الجيش و يقوم على حراسته !

و أخيراً، فلا أجد في ضرورة اختيار و موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لوزير الدفاع إلا أمراً حتمياً. و لا أعتقد أن هناك عاقل قد يعارض ذلك النص أو يعارض امكانية استمرار أحدهم في المنصب دون ارتباط بولاية الرئيس و هو ما شاهدناه يحدث بالفعل في واشنطن حين بقي وزير الدفاع رغم تولي ترامب مقاليد الأمور! و لا أمانع كذلك في اختيار الرئيس لنائب له يساعده في إطار اختصاصات يحددها الرئيس، فآلهة الإغريق فقط هي من يمكنها القيام بكل الأشياء وحدها !

في النهاية ..

سواء كنت ممن يعارضون التعديلات، أو ممن يوافقون عليها، حاول أن تتغلب على كسلك الفطري و أن تتوجه للجنتك الانتخابية و أن تدلي بصوتك لأن هذه الأرض تستحق ذلك، و هذا الوطن قد اكتفى من سلبية أبنائه التي لم تقدم له سوى التراجع في سلم الأمم المتقدمة، و الشعوب المتطلعة لمستقبل أفضل لأجيالها القادمة !

حفظ الله مصر.