Friday, November 6, 2020

الاختيار الصعب .. بين بايدن و ترامب !


بقلم: إيهاب الشيمي


هل كنت تفضل فوز ترامب، ولماذا؟

نعم، لأن سياسته تتناسب ومتطلبات أمن مصر  في المرحلة الحالية!

هل تعني أن بايدن سيعيد عجلة الزمن لما قبل 2016؟

لا، فلن يمكنه بالطبع إعادة قاسم سليماني إلى الحياة، أو خداع أحد من جديد بحسن نوايا إيران بعد كل ما ارتكبته ضد السعودية وما فعلته في لبنان من خلال حزب الله، وما قامت به من ضرب المصالح الأمريكية في العراق، وهو بالتأكيد لن يمكنه إقناع أحد من جديد بكون تركيا حليفاً أميناً بعد إتمامها صفقة منظومة صواريخ S-400 الروسية والتي تهدد أمن حلف الناتو بأكمله، ومواقفها في ليبيا والعراق وتدخلها في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان في ناجورني كاراباخ وتحالفها مع روسيا ضد الأكراد في سوريا، واستفزازاتها المستمرة لكل دول حوض شرق المتوسط!

كما أن كشف رسائل كلينتون سيحد من قدرة الرجل على مواصلة نهج دعم جماعة الإخوان المسلمين من خلال حكام قطر لتنفيذ مخططات الديمقراطيين للمنطقة التي أشرف عليها بايدن بنفسه هو وهيلاري كلينتون حينما كانا يعملان ضمن إدارة باراك أوباما كنائب للرئيس و وزيرة للخارجية!

بالتأكيد، تفضيلي لفوز ترامب ليس نابعاً من إعجابي بالرجل، ولكن كل ما هنالك هو أنه سيوفر علينا التحفز والترقب من جديد لتحديد الباب الذي سيطلقون منه وحوشهم علينا مجدداً بعد أن حددنا الأبواب التي تستخدمها إدارة ترامب خلال السنوات الأربع الماضية !

وقد أجد هنا من يحاورني قائلاً أن كل ذلك لا يهم لأن مصر قوية بقيادتها وشعبها!

 نعم، بالفعل نحن أقوى مما كنا عليه منذ سبع سنوات، و بلا شك أقوى بكثير على المستوى الاقتصادي والعسكري والبنية التحتية مما كنا عليه قبل يناير 2011، ولكننا للأسف شعب ذو ثقافة سمعية لا يسعى للقراءة والبحث، بقدر ما يعتمد على التناقل الشفهي والقراءات المجتزأة والمبتورة التي لا توفر معلومة كاملة أو خبراً صحيحاً، ولا تبني ثقافة محترمة، بل تساعد في أغلب الأحيان على زعزعة الاستقرار من خلال بث الشائعات والتشكيك في حجم الانجازات والتقليل من إيمان الجميع بقدرة  مصر على التقدم!

فما الحل إذن لنتوقف عن الاعتماد على شخصية ساكن البيت الأبيض؟

نحن هو الحل  .. !!

كل فرد منا هو الحل..

 حينما يقرر أن يقرأ ..

 حينما يقرر أن يدرك  ..

حينما يقرر أن يستوعب حجم الأخطار والتحديات ..

حينما يقرر أن يدعم قوة الوطن بالإيمان بوحدة أطيافه ..

حينما يقرر  المشاركة السياسية الفاعلة التي لا تقتصر على متابعة لافتات المرشحين المجهولين والاختيار عشوائياً بينهم، بل تمتد لتشمل تشكيله و انضمامه لكيانات سياسية تمثل أفكاره وطموحاته وتعبر عن رأيه الموافق أو المعارض للسلطة في إطار مصلحة الوطن ..

وحينما يقرر العمل والابداع والتميز في مجال عمله بما يضمن مكانة لمصر وسط الكبار! 

في نهاية الأمر، قناعتي هي أن الباحث عن الأفضل من بين بايدن و ترامب هو كمن يبحث عن زوجة مناسبة داخل بيت للدعارة !

نحن فقط نبحث عمن هو أقل خطراً علينا في المرحلة الحالية، حتى نستعيد كامل قوتنا كما ينبغي لمواجهة كافة التحديات التي تحدد طبيعتها شخصية الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية !

حفظ الله مصر.