Sunday, July 28, 2019

شجعوهم!

إيهاب الشيمي


في اجازة الصيف ☀ اللي بين تالتة و رابعة في الكلية📐 سنة 1993 قررت أروح مجمع الصالات المغطاة في ستاد القاهرة عشان اتفرج على كأس العالم للشباب لكرة اليد.. 
ما أخبيش عليكم، قبل البطولة دي ما كنتش أعرف أي حاجة عن كرة اليد غير اني كنت بأنزل في دوري المدرسة سنة 1986 ألعب مكان زميلي اللي غايب، و غالباً كنا بنخسر بسبب اني بأدافع على طول من جوة التسعة متر و مش فاهم ليه الحكم بيحسب علينا ضربات جزاء و بيطردني 😂

المهم، انا طبعاً كنت مبهور بالصالة الكبيرة و الاستيل ستركتشر  اللي كنت بأدرسه في الكلية و شفته أخيراً في الواقع، و طبعاً كنت مبهور بالشاشات و التكييف ❄و المزيكا 🎶🎵🎼و الكراسي والصوت 📣اللي طالع من 25000 متفرج في مكان مقفول و اللي يحسسك ان الصوت طالع من جواك !
جايز ناس منكم من الجيل الجديد يستغربوا كلامي دة، بس لو انت من جيلي اللي كان بيروح ستاد القاهرة 🏟 في التمانينات يتفرج على ماتشات منتخب الكورة ⚽ و ماتشات الأهلي الكبيرة و بتقعد على دكة خشب في الاستاد، او على الخرسانة لأن مفيش أصلاً كراسي، و الماتشات كلها الساعة تلاتة العصر 🕒  في عز الحر🔥عشان نوفر كهربة الكشافات💡، كنت هتفهم ليه أنا كنت مبهور بالصالة المغطاة الجديدة ساعتها! 

مع مرور الايام و الماتشات بدأت أفهم و بدأت أحب اللعبة و لقيت نفسي بأروح كل يوم حتى في الايام اللي مصر مش بتلعب فيها، و بدأت أعرف أسامي اللعيبة  ..
جوهر نبيل  .. شريف مؤمن .. شريف مرسي .. أشرف و حازم عواض .. محمود حسين .. الجيوشي .. الروبي  .. النقيب
عدينا المجموعات
عدينا ثمن النهائي
عدينا ربع النهائي
عدينا نص النهائي
وصلنا الفاينال قدام الدنمارك
و أخدنا كاس العالم🏆🎖
طبعاً مش قادر أوصف لكم يعني إيه تشوف فرقة بلدك و هي بتاخد كاس العالم و قد إيه كل ما بأفتكر اليوم دة بأنبسط لغاية النهاردة 😍 
الفرقة دي بعد 8 سنين و في 2001 وصلت قبل نهائي كأس العالم للكبار، و لولا التحكيم و تحيزه ضد فرقة من برة أوروبا، كان زماننا بنلعب النهائي، لكن للأسف أخدنا رابع كاس العالم للكبار، و دة انجاز كبير جدا جدا

رحت المطار 🛫 أنا و مراتي، اللي كانت مقتنعة تماماً اني مجنون، عشان نستقبل الفرقة و هي راجعة، و فعلاً و زي ما توقعت، محدش كان مستنيهم من الاتحاد او اللجنة الاوليمبية او وزارة الشباب، و مفيش غير ناس زي حالاتي عارفين قد إيه الولاد دول رجالة

اليوم دة سلمت عليهم كلهم، و لقيت كابتن الفرقة شريف مؤمن بيدور على حد، و قلت له أنا ممكن أوصلك البيت، و لقيته بيقول لي معلش أنا مراتي مقدرتش تيجي، و فعلا ركب معايا عشان أوصله، و العربية كانت فيليشيا هاتشباك 🙈 ، و الراجل لما ركب كان موطي عشان ما يخبطش في السقف و فارد رجله عالكنبة الورانية عشان يعرف يقعد لانه كان طوله مترين 😅

إحساسي بالفخر بالولاد دول 💪، هو هو النهاردة و انا بأتفرج على الولاد اللي كسبوا سبع ماتشات ورا بعض في كأس العالم و سجلوا رقم قياسي محدش عمله قبل كدة بإحرازهم 326 جول، و كمان كسبوا فرنسا و السويد و النرويج و كل دول أبطال عالم، لكن الحظ عاندهم في قبل النهائي في مباراتهم الثانية قدام فرنسا اللي كانوا متعادلين فيها  لغاية آخر دقيقتين ⏳رغم انهم كانوا متأخرين بفرق 4 أهداف، و لعبوا بعدها عالبرونز قدام البرتغال و كسبوا بفرق 10 نقط و حققوا مركز غير متوقع بعد ما كانت ترتيبنا ال 17 في كأس العالم اللي فاتت 

شجعوا الولاد دول
شجعوا فريدة عثمان في السباحة
شجعوا محمد سامي في السباحة
شجعوا معتز و العدوي و أميرة قنديل في الخماسي الحديث
شجعوا هداية ملاك في التايكواندو
شجعوا حمادة محمد في ألعاب القوى
 شجعوا رنيم و نور و علي فرج في الاسكواش

خلوا ولادكم👶👩👨👧👦 يشوفوا ازاي ان ولاد و بنات مصر ممكن يعملوا كل حاجة لو زرعنا جواهم الثقة و الأمل و الطموح

علموا ولادكم يحبوا #مصر

♥🇪🇬

Saturday, July 20, 2019

مصر التي في خاطري .. !


إيهاب الشيمي

خلال الأسابيع القليلة الماضية، احتضنت مصر كأس الأمم الأفريقية في نسختها الأولى بعد زيادة عدد المنتخبات إلى 24 فريقاً بدلاً من 16 فريقاً كما جرت العادة ..

وتشاء الأقدار، أن تكون تلك أيضاً هي البطولة الأكبر من حيث مشاركة الدول العربية حيث ضمت إلى جانب مصر كلاً من الجزائر و المغرب و تونس و موريتانيا، التي لم يكن المدعو مدحت شلبي، هو و الكثيرين ممن ابتلانا بهم إعلام الفضائيات الرياضي ، يعلم أنها دولة عربية بالأساس !

و رغم التزامنا كدولة منظمة بتوفيرالدعم لكل الفرق المشاركة و توفير الخدمات و أعلى درجات الضيافة و الراحة لمناصري و مشجعي هذه الفرق أثناء تواجدهم في مصر، إلا أن التزامنا تجاه الفرق العربية الأربعة كان بالطبع يتجاوز الالتزام التنظيمي و الرسمي ليشمل كذلك الدعم الجماهيري المعتاد و المنتظر لكل الأشقاء العرب من أبناء مصر .

و لكن ..

يبدو أن هناك الكثير من قاصري النظر، على المستويين الشعبي و الإعلامي، ممن مازالوا يدعون لاستدعاء مشاعر الكراهية و الغضب تجاه الأشقاء، و من تعدى الأمر لديهم من مجرد الهجوم على من توجهوا لمناصرة لمنتخب الجزائر و تشجيع الخضر في اكثر من مباراة، إلى ما هو أكثر من ذلك ..

فها هي مؤسسات إعلامية كبرى، يفترض في من يقومون على إدارتها التحلي بالوعي و الإدراك و المسؤولية، تقوم بنشر العديد من المقالات و مقاطع الفيديو  التي تهدف بصورة مباشرة أو غير مباشرة لتأجيج مشاعر الكراهية و الحقد و إظهار أوجه الاختلاف و تضخيم تأثير القلة من المتعصبين في الجانبين، بينما تجاهلت تماماً الصورة الأكبر التي تسيطر على معظم جوانبها مشاعر الأخوة و روح الضيافة المصرية الحقيقية و مشاعر الامتنان و الحب من معظم الجماهير العربية و على رأسها جماهير الجزائر !

 نعم .. و للأسف الشديد، مازال هناك من قاصري النظر من يحصر علاقة مصر بالجزائر في "خناقة" مباراة تصفيات مونديال 1990 الشهيرة التي اهلت منتخبنا الوطني لنهائيات كأس العالم، و أحداث "مباراة أم درمان" في تصفيات مونديال 2010 والتي حرمت أعظم اجيال الكرة المصرية من تمثيلنا في مونديال جنوب أفريقيا، و تصريحات بضعة متعصبين من جماهير و لاعبي و مدربي منتخب الجزائر ممن لا يمثلون إلا أنفسهم، كما لا يمثل العديد لدينا هنا في مصر من إعلاميين و مسؤؤلين و جماهير إلا انفسهم فقط !

نعم .. مازال هناك من يحصر علاقتنا بقطر في تميم و أمه و والده حمد الذي خان أباه ،قبل أن يخون أشقاءه العرب، من اجل ان يرتمي في أحضان من وعدوه كذباً في واشنطن و تل أبيب بالمجد و اعتلاء قمة النفوذ في المنطقة من خلال احتضان و تمويل و دعم تنظيمات الإخوان المسلمين و من خرجوا من رحمه في القاعدة و داعش و حماس و بيت المقدس، على حساب تنمية و استقرار و ازدهار شعبه  !

نعم .. مازال هناك من قاصري النظر من يحصرون علاقتنا بما يحدث في ليبيا و سوريا و العراق بما حدث في الماضي من حماقات القذافي و صدام حسين و الأسد و مواقفهم العدائية تجاه مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، و من يحصرون علاقتنا بالسودان و إثوبيا في محاولة اغتيال مبارك في تسعينيات القرن الماضي، و من يحصرون علاقتنا بالكويت في خطابات كراهية جوفاء لنائبة حمقاء في مجلس الأمة الكويتي، بل و من يريدون اختزال علاقتنا بالقضية الفلسطينية في مرتزقة حماس و من يقف ورائهم في أنقرة و الدوحة !

و يجب على كل هؤلاء، و هم و إن كانوا قلة و لكنهم يمتلكون العديد من المنابر و الكثير من مكبرات الصوت،  أن يدركوا أن العلاقات الاستراتيجية السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الأمنية و روابط الدم و اللغة و الدين و التاريخ المشترك و المصير الواحد لا تحكمها الأوضاع المؤقتة أو التصرفات الشخصية أو مصالح المرتزقة و خيانة العملاء، ففي النهاية يزول كل هؤلاء و تحياالأمم و تبقى الشعوب لتواجه التحديات المشتركة و التهديدات الخطيرة التي تستلزم منا جميعاً البقاء جنباً إلى جنب و أن يكون لدينا الإدراك الكافي لحقيقة أن قوة كل منا هي في وحدتنا و تقبل اختلافاتنا في إطار المصلحة العليا لنا جميعاً ..


في النهاية ..

رغم كل دعوات الكراهية و الغضب ..

رغم كل الحماقات و المؤامرات ..

رغم خيانة العملاء و حقارة المرتزقة ..

 ما أنا على يقين كامل منه، هو أنه حين يعود الزمن، سنشارك بن بيلا و رفاقه الثورة من جديد من أجل استقلال الجزائر، و سوف نرسل الأطباء و المهندسين و المعلمين على نفقتنا من أجل مساعدة قطر و السودان و اليمن و غيرهم من الدول العربية التي مدت إليها مصر يد العون لنأخذ بأيديهم جمبعاً نحو النمو و التقدم ..

نعم.. سوف نرسل قواتنا من جديد إلى الكويت لتستعيد استقلالها و حريتها، و سوف  نقدم الدعم للجيش العراقي في شط العرب ليحقق النصر على ملالي إيران الذين مازالوا يسعون لتدمير كل ما هو عربي و تنصيب مرشد ثورتهم إلها يعبده الجميع، و سوف نحارب من جديد في فلسطين لطرد الصهاينة و استعادة الأقصى و حيفا و الخليل و أريحا و القدس بأكملها شرقية و غربية، و سوف ندفع بدباباتنا إلى قلب سيناء دون غطاء جوي في أكتوبر حتى لا تسقط دمشق العروبة في الجانب الآخر من المعركة!  

نعم .. هذه هي مصر و هذا هو قدرها و هذه هي مواقفها ..

أحبها للموقف الجليل
من شعبها وجيشها النبيل
دعا الى حق الحياة
لكل من فى ارضها
وثار فى وجه الطغاة
يا مصر يا مهد الرخاء
يا منزل الروح الأمين
أنا على عهد الوفاء
في نصرة الحق المبين

نعم .. هذه هي مصر التي في خاطري ..