Tuesday, September 11, 2018

سبتمبر .. الخديعة الكبرى !


إيهاب الشيمي

منذ ما يقرب من سبعة عشر عاماً، و حين كنت أتابع المشاهد المروعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر و الأحداث المتلاحقة حينها، و كل تلك الخيوط التي لم يكن من الممكن أن تتلاقى ابداً في ترتيب منطقي، توصلت بعد أيام قليلة من الحدث لنتيجة لم أر لها من بديل، و هي أن من ترك هؤلاء لينفذوا فعلتهم هي الإدارة الأمريكية نفسها التي سيطر عليها أباطرة صناعة النفط العالمية الذين وصلوا إلى سدة الحكم في البيت الأبيض تحت عباءة الحزب الجمهوري.

لقد وجدت هذه الإدارة أنه من الأهداف الاستراتيجية ذات الأولوية القصوى للأمن القومي الأمريكي في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أن تقوم بإعادة نشر قواتها، التي طالما كانت في مواجهة الاتحاد السوفييتي في اوروبا الشرقية، لتكون قريبة من أماكن التهديد الحقيقي الجديدة و المتمثلة في الصين و روسيا الاتحادية.

كما أن كل ذلك لا بد أن يصب في النهاية في مصلحة الهدف الخفي و الحقيقي، و هو تأمين منابع النفط الغنية في بحر قزوين و شمال الخليج العربي بما يحقق سيطرة الولايات المتحدة على هذه المنابع و تأمين احتياجاتها منه  و زيادة عوائد عمالقة صناعة النفط الأمريكية دون المساس باحتياطياتها الضخمة منه.

و لم يكن هناك من مكان على وجه الأرض يحقق كل هذه الشروط مثل افغانستان التي تقع في مكان متوسط من الصين و روسيا و قزوين و الخليج العربي، و لم يكن الربط بين صدام حسين و أسامة بن لادن وطالبان، في انعدام كامل للمنطق، سوى تأكيد على أن ما خلصت إليه من تحليلاتي هو ما ينفذه و بدقة كل من تعاقبوا على تلك الإدارة رغم اختلاف توجهاتهم الاقتصادية والأيديولوجية.

كما أن الولايات المتحدة وجدت أنه من الحتمي لكي يسهل عليها السيطرة على منطقة الشرق الأوسط أن تقوم بتقسيمها إلى دويلات صغيرة، و هو ما اتفق عليه نسور التحالف الغربي ريجان و تاتشر في ثمانينيات القرن الماضي طبقاً لتسريبات لم يعر لها العديد من وسائل الإعلام إهتماماً حينها، وما وافق عليه مجلس الشيوخ في اقتراع سري كخيار استراتيجي في عام 1983، و هو ما بدأت إدارة بوش الأب ،الجمهورية أيضاً،  تنفيذه بالفعل في حرب الكويت في العام 1990، و ما أكملته بعدها إدارة بوش الإبن حين عاد الجمهوريين لتولي مقاليد الأمور في بداية الألفية فيما عرف بخطة "الشرق الأوسط الجديد" أو خريطة "حدود الدم" التي وضع اسسها برنارد لويس ، المستشار الأمين  للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي، وأحد المشاركين في وضع إستراتيجية الغزو الأمريكي للعراق.

لم أجد في مقابل ما استنتجته هنا سوى ضحكات السخرية، و اتهامات الجنون، و دعاوى الإغراق في نظريات المؤامرة المركبة، و لم أجد بداً حينها سوى إجبار أصدقائي على مشاهدة عدة أفلام جيوسياسية مثل "سيريانا" الذي وجدت أن مؤلفه و مخرجه و قد اتفقا على مناصرتي فيما ذهبت إليه من وجود خطة محكمة للتقسيم تقودها شركات النفط و مجموعات المصالح داخل الولايات المتحدة، إلا ان أصدقائي خرجوا من الفيلم أكثر اقتناعاً بجنوني و شذوذ تفكيري.

و ها هي السنين قد مرت، و تحقق ما خلصت إليه، فالقوات الأمريكية، بالرغم من ادعاءات الانسحاب، تنتشر في قواعد في افغانستان، و كذلك في العديد من الجمهوريات السوفييتية المستقلة في شراكة جديدة معها، و على مرمى حجر من الصين و روسيا، و الأهم من ذلك هو كونها بالقرب من منابع النفط في بحر قزوين.

و ليس ما حدث في العراق من غزو أدى لاحتلال لكامل  أراضيه،  ثم إقامة نظام عميل يستكمل و بنجاح خطة التقسيم إلى دويلات كردية و شيعية و سنية، و ما يحدث الآن في ليبيا، و سوريا، و ما نراه من تقسيم لهذه البلدان على اساس عرقي و طائفي و قبلي، و ما تم فعلياً من تقسيم للسودان على أساس ديني، إلا تأكيداً على استمرارهم في خطط التقسيم و التقزيم، و هي ما تم تطويرها لكي تشمل أيضاً استغلال الحركات الثورية ضد الأنظمة القمعية في هذه البلدان لكي تخدم و بشكل غير مباشر خططهم  لإعادة رسم خريطة المنطقة عن طريق الدفع بقوى اليمين المتطرف لصدارة المشهد الثوري  بعد أن تنجح في رسمه القوى الليبرالية و اليسارية، لتحقق لهم تلك القوى اليمينية المتمثلة في الأحزاب و التيارات التابعة فكرياً بل و تنظيمياً لجماعة الإخوان المسلمين ما حققه لهم تنظيم القاعدة قبل ذلك في افغانستان وبحر قزوين و العراق.

إن الأدارة الأمريكية سعت، و باحترافية شديدة لا يمكن إغفالها، لأن يكون الحراك الشعبي ضد تغول قوى الرأسمالية ، و ديكتاتورية الحزب الواحد، و عمالة المعارضة الوهمية، هي مخلب القط الذي يستطيعون من خلاله استكمال ما بدأوه في المنطقة، و ما أرادوا له أن يحدث في مصر على يد جماعة الإخوان المسلمين، و حلفاءها من جماعات السلفية الجهادية، و فلول القاعدة، و التكفيريين.

ما لم يضعوه في الحسبان حين تعلق الأمر بمصر، و ما لم يفهموه، و لن يفهموه على الأرجح، هو أنه و بالرغم من كل تلك التحفظات للحركات الثورية الوطنية، و كل تلك المطالبات و الاحتجاجات ضد الانتهاكات التي ارتكبت في عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة ضد المطااب المشروعة للحركات الثورية الوطنية، فلقد كانت يقظة الثوار الشرفاء لما يحاك لوطنهم،  و درايتهم بالأخطار التي تهدد وحدة ترابه، و فطنتهم لأهمية الحفاظ على جيشهم الوطني صلباً قوياً موحداً هي الحد الفاصل بين تحقيق مسعاهم، أو انهيار مخططهم بالكامل.

لقد كانت تلك اليقظة للضمير الوطني الواعي للقوى الثورية الحقيقية هي ما أفشلت خطط هؤلاء لكي تصبح مصر صورة مكررة لما يحدث حولها، و لم يكن الخيار الشعبي في الانتخابات الرئاسية حينها، إلا تأكيداً على توافق وجهتي نظر رجل الشارع البسيط ، مع ثاقبي البصيرة من الثوار الذين لم يروا من خيار إلا الوقوف خلف من يضمن وحدة التراب، ووحدة ألوان العلم الوطني، ووحدة الجيش الوطني، كعوامل لا بد منها على المدى القصير حتى تحقق الوعي الشعبي الكامل اللازم لاستكمال ما بدأه الشعب في يناير  و من بعدها في يونيو على المديين المتوسط و الطويل! 
ذلك الوعي الذي حين يصل لدرجة النضج المطلوبة سيجعل هذا الشعب هو من يختار بحرية كاملة من يمسك بمقاليد الأمور، دون الرضوخ لضغوط الاستقرار وضرورات الأمن وحتمية وضع الحفاظ على وحدة التراب الوطني على قمة الأولويات دون غيرها، مع الحفاظ على العهد أن يكونوا أول من يقومه، و أول من يعارضه، و أول من يطالبه بالرحيل إذا تخلى عن تحقيق ما وعد به من تحقيق طموحات الشعب و أهداف الثورة في العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية للجميع، كما أنهم سيكونون أول من يسانده و يعمل على خلق بيئة ديمقراطية حقيقية إذا صدق ما عاهد الشعب و الله عليه.

و حتى تحقق ذلك النضج للوعي الشعبي، علينا تحمل استمرار الكثيرين في تصديق الأكذوبة و تقبل الخدعة التي تروج لها الولايات المتحدة بأنها حامية الديمقراطية و قلعة الحريات و نصيرة الضعفاء !
و علينا متابعة المزيد من الأكاذيب على لسان جون بولتون مستشار ترامب للأمن القومي الذي خرج بالأمس ليعلن أن واشنطن سترد بكل قوة ضد نظام الأسد إذا فكر في استخدام السلاح الكيماوي في إدلب، ثم هدد بعدها بلحظات قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتجميد حساباتهم و منعهم من دخول الولايات المتحدة إذا فكروا في قبول محاكمة الجنود الأمريكان المتورطين في ارتكاب جرائم حرب في أفغانستان !

قد أجد أن كل ذلك مجرد هراء يدور في مخيلة رجل أخرق، و لكن في ذاكرتي، سيبقى الحادي عشر من سبتمبر هو يوم الخديعة الكبرى في تاريخ الإنسانية، و الدليل الأكبر على صحة قناعتي الراسخة بوجود المؤامرة !
وما سيبقى حاضراً في ذهني دائماً ليبعث في قلبي الطمأنينة و الأمل، هو أنه رغم كل تلك المؤامرات، فإن العزة و الغلبة دائماً لمصر، و المجد أبداً للشهداء.

Monday, September 10, 2018

الجنة .. بمحض الصدفة!


إيهاب الشيمي

دخلت اليوم في جدال سفسطائي مع أحد أقربائي حول فتوى شرعية أفتى له بها قريب آخر و لم أجد لها من دليل ثابت أو مرجع موثوق سوى أن قريبي هذا يحب قريبنا الآخر و يجده إنساناً جدير بالثقة ..

و لما كانت الفتوى تتعلق بقبول الله سبحانه و تعالى للعمل من عدمه ..
و لما كان ذلك بالتبعية يتعلق بإمكانية دخولي الجنة من عدمه أيضاً ..فلقد تخيلت حينها كيف كان يمكن ألا أدخل الجنة لو لم أكن قد قابلت قريبي هذا بالصدفة ..
وكيف كان يمكن ألا أدخل الجنة لو لم يقابل هو قريبنا الثالث بالصدفة أيضاً .. ! 
وكيف كان يمكن ألا أدخل الجنة لو لم يكن الحوار قد تطرق لهذه النقطة .. !
ثم ارتقيت بخيالي للمستوى الأعلى لأتخيل كيف لن يدخل الجنة ملايين المسلمين ممن لا يعرفون قرببي هذا من الأساس .. !
وكيف أن ذلك يشبه تماماً عدم دخول مليارات المسلمين الجنة لأنهم لم يسمعوا بجماعة الإخوان و حسن البنا و سيد قطب و عمرو خالد و محمد حسان .. !
ثم كيف لن يدخل الجنة من لم يسمع بالأزهر و لا بشيوخه و لا بأتباعهم ممن حصروا الإسلام في أسوار الجامعة العريقة فقط دون غيرها .. !
فجأة .. استفقت من خيالاتي و نظرت إلى قريبي هذا ثم قلت له :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا قال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة 
قال :تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال والذي بعثك بالحق لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقص منه .. فلما ولي قال النبي صلى الله عليه و سلم من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا