المقدمة
ورأيت أنه من الضروري من أجل أن نكون مستعدين لكل هذه التحديات أن نفهم أولاً طبيعة تلك الحرب الجديدة من خلال بحث مبسط يمكن من خلاله أن ندرك حجم التحديات وطبيعة الصراع وأساليب المواجهة. في ظل صعود الجيل الرابع من الحروب الحديثة، الذي يتسم بالغموض وعدم اليقين حول طبيعة المواجهات العسكرية، وصعود شبكات التحالفات بين الدول والميليشيات المسلحة، والدمج بين تكتيكات الهجوم والدفاع والردع بصورة متزامنة، بحيث أصبح الكثير من دول العالم تقوم بمهام الدفاع وتأمين الجبهة الداخلية بالتوازي مع التدخل الاستباقي في مواقع التوترات المحيطة وردع التهديدات القائمة والاستعداد للتهديدات المحتملة.
حروب الجيل الأول:
اعتمدت على استخدام البنادق والمدافع البدائية، إذ كان الخصوم المتحاربون يحشدون عدداً ضخاً من القوات في شكل صفوف لتوجيه النيران بكثافة وعلى امتداد ميدان المعركة، وتمثل الهدف الرئيسي للحرب في تحقيق انتصار كاسح في المواجهة الأولى، وتتمثل القيمة الأساسية في حروب الجيل الأول في أنها غرست مفاهيم الانضباط والنظام في الجيوش، وهي السمة الرئيسية التي تميز الجيوش الحديثة، غير أنه مع التطور في صناعة الأسلحة والمعدات، خاصة البنادق الآلية، فإن أساليب “الصفوف” أصبحت عديمة الجدوى و تؤدي لخسائر ضخمة.
حروب الجيل الثاني:
أدى التطور التكنولوجي وتوافر قوة نيران أشد كثافة في ميدان المعركة، وظهور معدات عسكرية حديثة، مثل المدرعات الثقيلة، والطائرات، فضلاً عن الاستفادة من الاقتصاد الصناعي للدول الأوروبية لإنتاج العتاد العسكري بكميات ضخمة إلى تراجع تكتيكات حشد عدد ضخم من القوات في ميدان المعركة، والاعتماد على الخنادق بدلاً من ذلك، وأصبح الهدف الرئيسي من الحرب هو الاستنزاف. وتقوم حروب الجيل الثاني على التنسيق بين الأسلحة المختلفة مثل المشاة والمدرعات والمدفعية ، والتركيز على الالتزام الكامل بالأوامر والخطط المسبقة، وليس التصرف حسب الموقف الميداني، لأن ذلك تخل بالتنسيق بين الأسلحة المختلفة، ، ويتم شن الحرب بناء على خطة محددة يتم تدريب الضباط والجنود على تطبيقها.
حروب الجيل الثالث:
ظهر هذا الجيل من الحروب خلال الحرب العالمية الثانية، مع قيام الألمان بتطبيق أسلوب "الحرب الخاطفة"، وساهم في ظهوره عاملان أساسيان:
- تطور التكنولوجيا العسكرية خاصة فيما يخص تصميم وتصنيع الدبابات والطائرات المقاتلة وأنظمة الاتصالات، مما ساعد على القيام بالمناورات العسكرية بدقة وتناسق غير مسبوقين، وسمح بالتنسيق الكامل بين أفرع القوات البرية والجوية، مما ساعد هذا على انتصار جيوش أقل تعداداً على هزيمة جيوشاً أضخم مثل انتصار النازيين على الفرنسيين في الحرب العالمية الثانية عام 1940.
- تطوير تكتيكات عسكرية راديكالية، فنظراً لإدراك الألمان أنهم لا يستطيعون الفوز في حجم العتاد العسكري، لضعف قوتهم الاقتصادية مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، فقد عمدوا إلى تطوير تكتيكات مختلفة تماماً عن سابقتها باعتماد أسلوب المناورة، بدلاً من الاستنزاف من خلال الالتفاف على قوات العدو، واختراق عمق دفاعاته، و قطع خطوط إمداداته وتدمير مراكز قيادته.و أصبحت المبادرة وليس الطاعة هي الأهم، ولذلك كانت آلية اتخاذ القرار تتسم باللامركزية، على عكس الجيلين السابقين من الحروب.
حروب الجيل الرابع:
تعتمد حروب الجيل الرابع على توظيف أسلوب حرب العصابات، لإقناع متخذ القرار السياسي للخصم بأن الأهداف الاسراتيجية التي يسعى لتحقيقها إما أنه لا يمكن تحقيقها، أو أنها عالية التكلفة المالية و السياسية مقارنة بالمكاسب من ورائها، ويرتبط ذلك بتنظيم حملات دعائية و إعلامية ضخمة للتأثير على صانع القرار في الدولة المعادية، وتتمثل أبرز خصائص حروب الجيل الرابع في التالي
- الامتداد الزمني الطويل
- أولوية الأبعاد السياسية
- استهداف المدنين
- تعدد ساحات القتال
- محورية حرب المعلومات
- تدخل الأطراف الخارجية
أسباب صعود حروب الجيل الرابع
يشير توماس هامز، العقيد في قوات البحرية الأمريكية وأحد المتخصصن في مفهوم “حروب الجيل الرابع”، إلى أن بداية تبلورها كانت نتاج عدة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية، وذلك على النحو التالي:
- تراجع احتكار القوة: تراجع احتكار الدولة لاستخدام القوة المسلحة، وظهور تنظيمات قادرة على شن الحرب، وتعتمد تلك التنظيمات على القيادة الكاريزمية والولاءات الأيديولوجية العابرة للحدود القومية، فلم تصبح الدولة فقط هي صاحبة قرار الحرب، ومن الأمثلة الواضحة في هذا الإطار، "حزب الله" في لبنان وسوريا و العراق، و تنظيم “داعش”، و "بوكو حرام" في غرب أفريقيا.
- تداخل أدوات الحرب: تزايد الترابط بين المشكلات الاقتصادية والتهديدات الأمنية نتيجة زيادة الاعتماد المتبادل في الاقتصاد الدولي الذي جعل من بعض القضايا الاقتصادية، مثل انقطاع أو وقف إنتاج السلع الأساسية، مصدر تهديد للأمن الوطني والدولي.
- صعود الولاءات البديلة: أدت العولمة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إلى اتجاه بعض الأفراد لنقل ولائهم من الدولة إلى الولاء لقضايا معينة، وصار العديد منهم أكثر ارتباطاً بما تتم إثارته على شبكات التواصل الاجتماعي، على حساب اهتمامهم بمشاكل مجتمعاتهم الحقيقية، ويتمثل الخطر هنا في أن بعض هؤلاء أصبح متطرفاً ومستعداً لستخدام العنف للتعبير عن قناعاته دون لتقدير نتائج ذلك على مجتمعه و وطنه.
- تسارع التطورات التكنولوجية: أدت التطورات التكنولوجية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، إلى زيادة قدرة التنظيمات و الميليشيات المسلحة على امتلاك الأدوات اللازمة لشن هجمات إرهابية، وعلى الرغم من أن هذه المعدات والتقنيات تكون عالية التكلفة حين ظهورها، إلا أنه مع انتشارها تصبح رخيصة ومتاحة للجميع على نطاق واسع. فعلى سبيل المثال، فإن “أنظمة التسليح المستقلة” Autonomous Systems قد استفادت من هذه التقنيات المتطورة وخاصة في مجال “الطائرات المسيرة”، والتي أصبح يتم إنتاج أعداد هائلة منها يتكلفة زهيدة، وهو ما يزيد من فرص استخدام التنظيات الإرهابية لها لتنفيذ عمليات إرهابية.
أ- انتشار المناطق الرمادية
يقصد بالمناطق الرمادية “التفاعلات التنافسية بين وداخل التنظيمات وتتسم بوجود غموض طبيعة الصراع، والأطراف المنخرطة فيه، وعدم اليقين حيال السياسة المناسبة التي يجب اتباعها تجاه هذا الصراع. ولا توجد حاجة في الحروب الرمادية إلى تحقيق نصر سريع حاسم، إذ يتم التركيز على العمل تدريجياً لتحقيق الهدف النهائي من الحرب، وهو هزيمة الخصم أو تفكيك الدولة، خلال مدى زمني طويل. ويرتبط ذلك بتلاشي الحدود يبن ما يعد سلاحاً وما لا يعد سلاحاً، وبين ما يعد أفعالاً إجرامية وأفعالاً حربية، وبين المقاتلين وغير المقاتلين، وبين الدولة والكيانات ما دون الدولة. ويرتبط ذلك بالتداخل بين ما يعد أرض معركة وما لا يعد أرض معركة، حيث أصبحت كل من البورصة ومعامل الأبحاث ووسائل الإعلام والمراكز الاقتصادية والمراكز الدينية والفضاء الإليكروني بمنزلة ساحات للمعارك مثلها كميادين القتال الحقيقية، وجعل ذلك من المتعاميلن بأسواق المال، والصحفيين ومديري الشركات والبنوك ورجال الدين والعلماء وأصحاب التخصصات المختلفة بمثابة مقاتلين يمكن استغلالهم ضد الدول في حال نجاح التنظيمات الإرهابية والدول المعادية في استقطابهم.
ب- اتباع تكتيكات “الحروب الهجينة”:
يقصد بالحروب الهجينة تلك الصراعات التي تتضمن الجمع بين استخدام القوات المسلحة التقليدية والقوات غير النظامية مثل حركات التمرد والجماعات الإرهابية والتي تشمل توظيف الدول والميليشيات و التنظيمات المسلحة على حد سواء، والذين يسعون لتحقيق هدف سياسي مشترك. ولا تكون هناك حاجة إلى توجيه القوات غير النظامية بصورة مركزية، وذلك على الرغم من كونهم جزءاً من استراتيجية متسقة تستخدم لمواجهة قوة احتلال أو دعماً لقوات نظامية في مواجهة تنظيمات مسلحة، كما في حالتي العراق وسوريا، واعتماد نظام الأسد على ميليشيات حزب الله في مواجهة التنظيمات المتطرفة وجماعات المعارضة المسلحة، واعتماد الحكومة العراقية على "الحشد الشعبي" في مواجهة "داعش".
ولا تعد الحروب الهجينة شكلاً جديداً من المواجهات العسكرية، فأثناء الحرب العالمية الثانية، عانى النازيون أثناء غزو روسيا بسبب قيام الآلاف من القوات غير النظامية من الموالين للاتحاد السوفييتي بقطع خطوط إمداداتهم واتصالاتهم, كما أنشأ تشرشل وحدة “منفذو العمليات الخاصة” Special Operation Executive من قوات غير نظامية وأوكل لها مهمة دعم حركات التمرد ضد الألمان في أوروبا، وأمدها بالسلاح والذخيرة في أوروبا الغربية ومنطقة البلقان.
ج- تشكيل التحالفات الواسعة:
تضم التحالفات في حروب الجيل الرابع أطرافاً متنوعة، مثل الدولة والكيانات العابرة للحدود القومية والشبكات والجماعات والأفراد، مثل الذئاب المنفردة الذين يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية دون الحاجة للانضام لتنظيم إرهابي. ولا تلعب الجيوش النظامية الدور الرئيسي في حروب الجيل الرابع، فالتنظيمات المسلحة، وعصابات الجريمة المنظمة تتصدر ساحات القتال، وهذا لا يعني أن الدول لا تقف خلف هذه الجماعات أو تدعمها، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولا ينفي أيضاً أن الدول قد تتدخل أحياناً بصورة مباشرة في مناطق الصراع إذا اقتضت الضرورة ذلك. ويرجع صعود أدوار التنظيمات المسلحة في الصراعات إلى أن الدول تجد صعوبة في استخدام القوة المسلحة التقليدية، نظراً للتكلفة الضخمة، واحتمالات التعرض للإدانة أو فرض العقوبات الاقتصادية، أو غيرها، في حين أن الأفراد والتنظيمات المسلحة لا يتعرضون لمثل هذه التداعيات السلبية، وهو ما يعني صعوبة هزيمة الخصم الذي يطبق حروب الجيل الرابع من خلال القوة العسكرية التقليدية وحدها.
د- تراجع الطابع المؤسسي:
اتسمت الأجيال الأولى للحروب بوجود كيانات تتمتع بهياكل مؤسسية لها مركز ثقل، يتمثل في التسلسل القيادي والروح المعنوية وخطوط الإمدادات اللوجستية والدعم السياسي والشعبي، إضافة إلى وجود مبررات أخلاقية أو قانونية لخوض الحرب، وعندما كان يتم تدمير مركز ثقل العدو، ينهار الجيش بأكمله، ويتحقق الانتصار. ولكن حروب الجيل الرابع “حروباً شبكية”، لا يوجد بها مركز ثقل يعكس الهيكل المؤسسي لأطراف الصراع.
مجالات صراع حروب الجيل الرابع
تختلف مجالات حروب الجيل الرابع عما سبقها، فحروب الجيل الأول و الثاني كانت تتخذ من البر والبحر ساحات لها، فيما اعتمدت حروب الجيل الثالث بصورة أكبر على التطورات الاقتصادية والتكنولوجية في أعقاب الثورة الصناعية، وهو ما أضاف السماء إلى نطاق الحرب، وكذلك المساحات تحت سطح البحر وفي المحيطات، وأخيراً الفضاء الإلكتروني، بينما أدت حروب الجيل الرابع لانتقال الحرب إلى أبعاد أكثر وأعمق وأكثر تعقيداً كما يلي:
الحرب الاقتصادية:
تركز الحروب الاقتصادية على إضعاف قدرة الدولة المستهدفة على إنتاج وتوزيع السلع والمواد و الخدمات الأساسية اللازمة باستخدام الأدوات المالية وآليات السوق لعزلها عن النظام المالي والتجاري العالمي، وتدمير مصادر تمويلها، وهو ما يحد من قدرتها على المواجهة داخلياً وخارجياً. ومن أبرز أنواع تلك الحروب لجوء الدول إلى فرض عقوبات اقتصادية، وهو ما يُعد جزءاً رئيسياً من العقيدة العسكرية الأمريكية حيث أن فرض العقوبات الاقتصادية من أهم أدوات السياسة الخارجية، حيث لا تكون هناك حاجة لاستخدام القوة، وهي لا تكلف حياة أي فرد خارج الدول المفروض عليها العقوبات، ولكنها تفرض ضغوط على الأمة المستهدفة بحيث لا تستطيع أن تقاومها وتنهار اقتصادياً واجتماعياً بسببها.
ومن أهم الأمثلة على ذلك، العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على العراق خلال حقبة التسعينيات، وحتى عام 2003 ، والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على روسيا الاتحادية، بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
وتشن التنظيمات المسلحة كالجماعات الإرهابية، كذلك حروباً اقتصادية، حيث تستهدف المنشآتأو القطاعات الاقتصادية الحيوية في الدولة بهدف تدمير الموارد الاقتصادية للدولة المستهدفة. ومن الأمثلة على ذلك قيام تنظيم “داعش” باستهداف فندقين بهجوم إرهابي مزدوج في يوليو 2015 بمدينة سوسة التونسية، و إسقاط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية في 31 أكتوبر 2015 وهو ما أدى إلى تأثيرات سلبية خطيرة على قطاع السياحة في تونس ومصر.
الحرب السيبرانية:
هي “هجوم متعمد بغرض
تعطيل عمل أو خداع أو إضعاف أو تدمير أنظمة الكمبيوتر وشبكات الاتصالات والمعلومات
والبرامج الموجودة في تلك الأنظمة أو الشبكات التي تمر من خلالها”، ويمكن للدول
والجماعات والأفراد القيام بتنفيذ هذه الهجمات، وقد اعترفت وزارة الأمن الداخي في
الولايات المتحدة أن الهجات السيبرانية من أكبر التهديدات للأمن القومي الأمريكي.
وأخطر ما يميز هذا النوع من الحروب، هو صعوبة الردع من خلال الهجوم المضاد كما هو
الحال في الحروب التقليدية، وهو الأمر الذي يصعب القيام به في حالة الحروب
السيبرانية، ويرجع ذلك إلى صعوبة تقييم الأضرار الناتجة عن هذه النوعية من الحروب،
وصعوبة التحكم في أضرار الهجوم السيبراني المضاد، وكذلك صعوبة تحديد المنفذ
الحقيقي للهجوم، وإثبات ذلك أمام العالم. ولكن الميزة الأساسية التي تتسم بها
الحرب السيبرانية هي انخفاض تكلفتها، وسهولة القيام بها واستهداف البنية التحتية الحيوية بعمليات
تخريبية من خلال الأدوات السيبرانية والبرمجيات، مثل محطات الكهرباء، وأنابيب
النفط، والخطوط الجوية والسكك الحديدية والبنوك، إذ إن الأضرار المترتبة على ذلك
قد تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات، فضلاً عن سقوط آلاف الضحايا.
تركز الحروب المعلوماتية على إعاقة وتعطيل وتدمير النظم المعلوماتية التابعة للخصوم، مع حماية النظم المعلوماتية الخاصة بالطرف الذي يشن الهجوم. وتعد الحرب الدعائية من أبرز تكتيكات الحرب المعلوماتية، وتتضمن نشر الأخبار والمعلومات والحجج والفضائح بطريقة مخططة، من أجل التأثير على أفكار شعب أو جماعة معينة، وإضعاف آليات القيادة والسيطرة لمؤسسات الدولة. أما البعد الجديد في حروب الجيل الرابع، فيتمثل في زيادة اللجوء إلى التضليل المعلوماتي، واستخدامه بصورة مكثفة في أوقات السلم، ويرتبط ذلك بالتداخل بين حالتي السلام والحرب، بحيث لم تعد هناك حاجة إلى إعلان حالة الحرب. ولا ينبغي تجاهل أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، ومحركات البحث، مثل جوجل تلعب دوراً في تصفية و اختيار الأخبار من خلال الانحياز لنشر محتوى إخباري معين دون غيره، يحيث يمكن تشويه إدراك الأفراد للحقائق.
وهي التي يتم شنها باستخدام الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية، وهي جميعاً تحدث تداعيات خطيرة و مدمرة من حيث عدد الضحايا و الانتشار الجغرافي،وبث الشعور بالخوف والرعب لدى قطاع واسع من الأفراد، وتعطيل المؤسسات الحكومية عن العمل.
قد تقوم بعض التنظيمات بإغراق دولة معينة بالمخدرات لتدمر النسيج المجتمعي بها، وتتمثل في تكوين شبكات تضم عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، بالرغم من أن الطرفين قد لا يشتركان، سواء على مستوى الأهداف أو الأدوات، ومع ذلك فإنهما يدخلان في علاقات تعاونية بالاستناد إلى اعتبارات المصالح المرحلية المشتركة.
يقصد بها التدمير المتعمد للبيئة الطبيعية لدولة معادية، مثل حرق الغابات على نطاق واسع، نظراً لما يمكن أن يترتب على ذلك من تدمير للاقتصادات المحلية، وإرهاب قطاعات واسعة من السكان. و تتميز بقلة التكاليف و الخبرات والتسبب في خسائر ضخمة، وصعوبة تحديد ما إذا كانت عمليات تخريبية أو حوادث عادية.
أساليب مواجهة حروب الجيل الرابع
التحصين المجتمعي:
من خلال التركيز على كسب ولاء المواطنين، واستهداف الحواضن الاجتماعية للإرهابين والميليشيات المسلحة، كما أن كسب ثقة المجتمعات المستهدفة يساعد في الحصول على المعلومات الاستخباراتية اللازمة لمكافحة الجماعات المتطرفة.
وتتصدر آليات التحصين المجتمعي تطبيق سياسات
الحكم الرشيد وإدارة “عمليات تنمية اسراتيجية استباقية” من جانب الدول، ترتكز على
التحسن المادي لجوانب الضعف في النظام الاجتماعي، باستخدام اسراتيجيات تنموية
وتعليمية مع إشراك المجتمع في عملية التنمية لمنع الفساد، إضافة إلى توفير فرص
العمل للأجيال الشابة في المجتمعات المستهدفة، وكذلك بناء الولاء لدى الشباب
ودفعهم للعمل مع مؤسسات الدولة لتحقيق أهداف مشتركة طويلة الأمد.
تعد حروب الجيل الرابع بمنزلة حرب تركز على “الإنسان” أو حروب تستهدف السكان فهي تستهدف المدنيين بصورة أساسية، وتهدف إلى التلاعب بمدركاتهم، وإثارة سخطهم على الأوضاع القائمة، بغرض الانتقاص من شرعية الحكومة القائمة، بما يؤدي لإضعاف الدولة في مواجهة أي محاولة لاختراقها خارجياً، وهو الأمر الذي يتطلب حملات إعلامية مكثفة تركز على الرد على الادعاءات الكاذبة ضد الدولة. ومن جهة ثانية، شرعت بعض الحكومات إلى تطوير برامج لتوعية برامج لتوعية المواطينن حول كيفية مواجهة الأخبار الكاذبة، مثل تطوير برامج تعليمية لطلبة المدارس لتلقين الطلاب وسائل وأدوات التمييز بين الأخبار الكاذبة والصحيحة، والتأكد من مصدر الخبر، وعدم مشاركة أية أخبار مجهولة المصدر، لمنع القوى الخارجية من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتأجيج الاضطرابات داخل الدولة، والتأثير على سياستها الداخلية.
قامت الدول الكبرى، باستثمارات هائلة في تكنولوجيا رقابة ورصد الأفراد، في إطار جهودها الرامية إلى محاربة التنظيمات الإرهابية. وتستخدم الدول الغربية تكنولوجيا الرصد والتتبع بهدف جمع معلومات عن السمات الشخصية لمواطنيها من أجل تحديد سلوكهم المحتمل في فرة زمنية محددة، ففي الولايات المتحدة، وتقوم بتحديد الإرهابيين المحتملين. وتقوم الدول الكبرى بالجوء الدول المتقدمة لآلية الرقابة والتتبع لمواجهة أي تهديدات أمنية، حتى لو ترتب عليها انتهاكات واضحة لحرية وخصوصية الأفراد، وهو ما يدفع الدول المختلفة إلى اتباع تكتيكات مشابهة لمواجهة التحديات الأمنية النابعة من التوظيف الخارجي للثغرات المجتمعية وضعاف النفوس.
غاية حروب الجيل الرابع ليس مجرد تحقيق الانتصار الميداني في أرض المعركة والسيطرة على المنطقة المتنازع عليها، بل إسقاط نظام الحكم وإجبار الخصوم على تعديل سلوكياتهم، إذ تهدف الحرب إلى تحقيق المصالح القومية للدولة، والمتمثلة في البقاء والأمن ودعم الاستقرار وتعزيز النفوذ والقوة والمكانة الإقليمية والدولية، ومع التسليم بأن طبيعة الحرب لم تتغير، فإنه قد طرأت عليها عدة تحولات يتمثل أهمها في:
- تصاعد التعاون بين التنظيمات المسلحة وجماعات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الدولية.
- انتشار الصراعات الممتدة التي تستمر لفترات زمنية طويلة، ولذلك تتبع الدول أسلوب “الانخراط المحدود”، وتجنب التورط العسكري المباشر في الصراعات، والاعتماد على الوكلاء
- استغلال التنظيمات المسلحة للتطور التكنولوجي للقيام بعمليات إرهابية أو قتالية.
- تلاشي الخطوط الفاصلة بين حالتي الحرب والسلم، من خلال توظيف الحرب المعلوماتية والحروب الاقتصادية والتجارية.
- تراجع الولاء للدولة الوطنية في بؤر الصراعات المسلحة، وصعود الولاءات لكيانات أو قضايا عابرة لحدود الدولة، أو الولاء لكيانات إثنية أو طائفة معينة، وهو ما أدى لانتشار التطرف الديني والقومي والطائفي.
استعرض هذا البحث كيف أن حروب الجيل الرابع هي حروب بلا قيود، يتم شنّها غالباً عبر فرة زمنية ممتدة، وتهدف إلى هزيمة الخصم، وتفجير الدولة من الداخل عبر التركيز على إثارة الانقسامات المجتمعية وتعميقها، باستخدام الأساليب العسكرية وغير العسكرية، وباستغلال الحروب الاقتصادية والنفسية والمعلوماتية وغيرها
وتستند هذه الحروب إلى تحالفات شبكية تضم الدول والتنظيمات المسلحة، سواء كانت جماعات إرهابية، أو جريمة منظمة، أوغيرها من الجماعات التي لا يجمعها هدف مشترك، سوى إسقاط الدولة المعنية.
واستعرض البحث كيف تتسم حروب الجيل الرابع بأنها تستهدف المجتمع، فهي تقوم على استغلال التناقضات الموجودة في بنيته، وأوجه الضعف القائمة فيه، لإثارة سخط الشعب، ومن ثم تهديد كيان الدولة من داخلها بما ينذر بإمكانية انهيارها أو إضعافها في أقل الأحوال في مجالات شتى، وليس المجال العسكري فقط، إذ تعتمد بصورة أكبر على الحروب الاقتصادية والمالية والمعلوماتية وغيرها، كما أنها ترتكز على إقامة تحالفات واسعة تضم دولاً وجماعات وشبكات إجرامية، بل وحتى أفراد، لا تجمعهم بالضرورة مصلحة سوى إسقاط الدولة المستهدفة.
المراجع:
-عبد الوهاب، شادي، 2017، التحولات الرئيسية في
المواجهات العنيفة غير التقليدية في العالم، المستقبل للأبحاث و الدراسات
المتقدمة، أبوظبي
-عبد القادر، محمد، 2019، حروب الجيل الرابع، الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنقرة
- شعبان، شيماء، 2019، "حروب الجيل الرابع" معركة السيطرة على العقول والخداع النفسي"، الأهرام، القاهرة
واضح أن الدراسين في دورة الأمن القومي بيشخوا في عقولهم جامد جدا لدرجة ريحة الصنان طالع من المقال. طبعا كل محور الكلام هو تبرير للقمع وانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، المسخ شايف أن الدوس على القانون بالجزمة وإنهاء استقلال القضاء والبرلمان والتنكيل بالبشر والسرقة والنهب من المؤسسة العسكرية للدولة لصالح فئة محدودة عاوز تحكم مدى الحياة دي حاجة مطلوبة ومهمة في المرحلة دي ، اديك بتتسلى وهمة بيتسلوا
ReplyDeleteطيب غاندي ومارتن لوثر لو كانوا في مصر كان هيتقال عليهم إرهابيين وعاوزين يخربوا البلد برضة؟
ReplyDeleteالواحد مش فاضي يرد على التفاهات دي بس نقطة زي تكنولوجيا الرصد والمراقبة اللي بيتكلم عنها، المسخ ميعرفش ان برة مفيش حد بيتجسس على تليفونات الناس ويروحوا يذيعوها على القنوات الإعلامية، المسخ ميعرفش أن فيه رقابة صارمة تمنع أي استغلال أو انتهاك لخصوصيات الناس ولو حصل فيه إعلام حر بيتكلم ويمسح بيهم الأرض وعندهم حرية ينتقدوا ويهاجموا من غير ما حد يرميهم في السجن زي ما بيحصل في الزريبة. أنت بقى أيه علاقته باللي بيحصل في الزريبة اللي اسمها مصر؟ ليه صحيح مفيش حد في العالم كله بيتكلم عن تحشيشة حروب الجيل الرابع غير هنا؟ يلا بالشفا
ReplyDeleteالشخاخ بتاع حروب الجيل الرابع ده عشان الأراجوزات اللي زيك يكرروه من غير ما يفهموا منين رايح فين، المسخ اللي بيشخ في عقولكم كل يوم بهذيانه مش هيقدر يصارحكم أن مشروعه المخبول بتاع التفريعة الرائعة اللي بقت قناة جديدة بقدرة قادر مدخلتش مليم واحد من ساعة ما تعملت ، بالعكس الدخل قل لأن حركة القناة مربوطة بوضع الاقتصاد العالمي وملهاش أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالقناة. طبعا المخبول واللي زيه لما خرسوا كل الألسنة مفيش حد قدر يحاسبه على اللي بيعمله وطبعا طبقا لقواعد حروب الجيل الرابع إحنا بنتعرض لمؤامرات بتشكك في إنجازات الدولة. أو طيارة تتفجر عادي وقنبلة تدخل مطار بكل بساطة من غير محاسبة ولا عقاب ليه؟ إحنا اتعرضنا لمؤامرة دولية مهلبية لزرع القنبلة برعاية تركيا وقطر. شوية معاتيه فعلا
ReplyDeleteOnline casino site
ReplyDeleteIn a small space on the top of the casino floor, the room is equipped with a table for easy access to 카지노사이트luckclub a in our most important slot machines. Read more. Slot