إيهاب الشيمي
القاهرة
أحاديث بعض الإعلاميين السعوديين و الخليجيين الباحثين عن الإثارة و تصريحات بعض مجانين الحرس الثوري عن قرب حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران و السعودية ، كلها محض هراء ..
فإيران لن تضع نفسها على الإطلاق في مواجهة القوى السنية الكبرى عسكرياً و بشرياً في باكستان و مصر و التي ستدعم و بشكل كامل، رسمياً و شعبياً، الرياض ضد أي عمل إيراني أخرق يقوم به ملالي طهران لإنقاذ ما تبقى من نظامهم المتهاوي بعد الضربات المتتالية التي تلقاها في سوريا و اليمن.
كما أن طهران تعي جيداً أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي و هي ترى حليفها الأكبر في المنطقة و رفيق حربها النفطية الشرسة ضد موسكو و هو يتعرض للهجوم من دولة طالما اعتبرها الشعب الأمريكي عدواً تاريخياً و تهديداً مباشراً لأمنه بل و لقيم الحرية و المساواة في العالم أجمع، خاصةً بعد إعلان إدارة أوباما الأخير في واشنطن عن إمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران في استجابة لضغوط النواب الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي !
و أخيراً .. فإن عمائم طهران لن تجازف بخسارة الصورة التي عملوا جاهدين على تحسينها أمام العالم حتى تمكنوا من رفع العقوبات الاقتصادية و استكمال برنامجهم الصاروخي و توقيع الاتفاق النووي مع أوروبا و الولايات المتحدة، و الذي سمح لهم باستكمال ما يدعون أنه برنامج نووي سلمي لا أرى إلا أنه غطاء لبناء سلاح نووي يمكنهم من بسط نفوذهم على المنطقة برمتها !
خلاصة القول .. أن المواجهة العسكرية المباشرة مستحيلة، و لكن المواجهات غير المباشرة ستندلع و بشراسة على أراضي العديد من الدول الأخرى في لبنان و العراق و سوريا واليمن.
لكن سلاح العمائم الأخطر الذي سيعملون على استخدامه بإفراط في المرحلة القادمة سيكون بالتأكيد بث الفتنة الطائفية و تأجيج الصراع الشيعي السني داخل المملكة بل و في أرجاء الخليج العربي بأكمله بدءاً من البحرين و مروراً بالكويت .
السؤال الذي يطرح نفسه و بشدة هنا هو .. ماذا سيكون موقف قطر و تركيا و هما من أبرمتا اتفاقيات تعاون عسكري و دفاع مشترك مع طهران مؤخراً، فهل سيكشف حكام الدوحة عن نواياهم الخبيثة بالتقاعس عن فعل شئ تجاه طهران مساندة للرياض، أم أنهم سيذرون الرماد في العيون ببيانات شجب و استدعاء سفير الملالي للاحتجاج الصوري بينما تبث جزيرتهم سمومها عبر الأثير؟
و الأهم هو .. هل سترى أنقرة في تلك المواجهة فرصة ذهبية يتم من خلالها إضعاف الرياض و إنهاكها إقتصادياً و عسكرياً، و بالتالي التأكيد على كون تركيا القوة السنية الأعظم في المنطقة ؟ أم أنها ستنحاز و لو بشكل صوري إلى جانب الرياض في وجه الخطر الصفوي من أجل حماية مصالحها في العراق و جمهوريات وسط آسيا التي تنشر فيها إيران التشيع ليكون حصان طروادة الذي تستطيع من خلاله السيطرة على المنطقة و إعادة بناء الإمبراطورية الصفوية على أنقاض الإمبراطورية العثمانية البائدة التي يحلم أردوغان باعتلاء عرشها من جديد ؟!
القاهرة
أحاديث بعض الإعلاميين السعوديين و الخليجيين الباحثين عن الإثارة و تصريحات بعض مجانين الحرس الثوري عن قرب حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران و السعودية ، كلها محض هراء ..
فإيران لن تضع نفسها على الإطلاق في مواجهة القوى السنية الكبرى عسكرياً و بشرياً في باكستان و مصر و التي ستدعم و بشكل كامل، رسمياً و شعبياً، الرياض ضد أي عمل إيراني أخرق يقوم به ملالي طهران لإنقاذ ما تبقى من نظامهم المتهاوي بعد الضربات المتتالية التي تلقاها في سوريا و اليمن.
كما أن طهران تعي جيداً أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي و هي ترى حليفها الأكبر في المنطقة و رفيق حربها النفطية الشرسة ضد موسكو و هو يتعرض للهجوم من دولة طالما اعتبرها الشعب الأمريكي عدواً تاريخياً و تهديداً مباشراً لأمنه بل و لقيم الحرية و المساواة في العالم أجمع، خاصةً بعد إعلان إدارة أوباما الأخير في واشنطن عن إمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران في استجابة لضغوط النواب الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي !
و أخيراً .. فإن عمائم طهران لن تجازف بخسارة الصورة التي عملوا جاهدين على تحسينها أمام العالم حتى تمكنوا من رفع العقوبات الاقتصادية و استكمال برنامجهم الصاروخي و توقيع الاتفاق النووي مع أوروبا و الولايات المتحدة، و الذي سمح لهم باستكمال ما يدعون أنه برنامج نووي سلمي لا أرى إلا أنه غطاء لبناء سلاح نووي يمكنهم من بسط نفوذهم على المنطقة برمتها !
خلاصة القول .. أن المواجهة العسكرية المباشرة مستحيلة، و لكن المواجهات غير المباشرة ستندلع و بشراسة على أراضي العديد من الدول الأخرى في لبنان و العراق و سوريا واليمن.
لكن سلاح العمائم الأخطر الذي سيعملون على استخدامه بإفراط في المرحلة القادمة سيكون بالتأكيد بث الفتنة الطائفية و تأجيج الصراع الشيعي السني داخل المملكة بل و في أرجاء الخليج العربي بأكمله بدءاً من البحرين و مروراً بالكويت .
السؤال الذي يطرح نفسه و بشدة هنا هو .. ماذا سيكون موقف قطر و تركيا و هما من أبرمتا اتفاقيات تعاون عسكري و دفاع مشترك مع طهران مؤخراً، فهل سيكشف حكام الدوحة عن نواياهم الخبيثة بالتقاعس عن فعل شئ تجاه طهران مساندة للرياض، أم أنهم سيذرون الرماد في العيون ببيانات شجب و استدعاء سفير الملالي للاحتجاج الصوري بينما تبث جزيرتهم سمومها عبر الأثير؟
و الأهم هو .. هل سترى أنقرة في تلك المواجهة فرصة ذهبية يتم من خلالها إضعاف الرياض و إنهاكها إقتصادياً و عسكرياً، و بالتالي التأكيد على كون تركيا القوة السنية الأعظم في المنطقة ؟ أم أنها ستنحاز و لو بشكل صوري إلى جانب الرياض في وجه الخطر الصفوي من أجل حماية مصالحها في العراق و جمهوريات وسط آسيا التي تنشر فيها إيران التشيع ليكون حصان طروادة الذي تستطيع من خلاله السيطرة على المنطقة و إعادة بناء الإمبراطورية الصفوية على أنقاض الإمبراطورية العثمانية البائدة التي يحلم أردوغان باعتلاء عرشها من جديد ؟!
No comments:
Post a Comment