July 15, 2012 at 11:49pm
كما عهد خيوط الفجر تنسج رداء كل يوم جديد
كما تعود أن يتطلع إلى تلك السحب البيضاء
تجوب ذلك الفضاء الأزرق الرحب في صبيحة أحد أيام الشتاء الباردة
كما دأبت عيناه أن ترى قطرات الماء تنحدر
إلى أسفل الوادي ممتطية ذلك التيار الهادئ نحو حريتها التي تناديها من تحت امواج البحر
ظلت هي من يعود إليها دائما حين يشعر بالحنين
لنفسه وسط كل ذلك الصخب
لم يقلق يوماً من أن يغمره الضجيج أو تؤرقه
الهموم فهو يعلم أنها ستكون هناك لنصرته حين تشتد هجمة الزمن.
لم يشك يوماً أنها ستكون دوماً هناك بذلك
الوجه الملائكي في انتظار أن يعود إليها بكل ما يحمله من أثقال لكي يلقيها في بحر سكينتها
اللامتناهي.
فقط هي ...هناك
في انتظاره ليرتاح في أحضانها الدافئة..
ليس هناك ما يخجل أن يقصه عليها..
و كيف يفعل وهي من تعطيه ذلك الإحساس الدفين
في اعماقه بانه ليس وحيدا في ذلك العالم الأناني القاسي و أنه هناك دائما من يمكنه
أن يتقاسم معه كل ما يخالج نفسه و خاطره..
لحظات ضعفه، و إنكساره..
لحظات قوته، و انتصاره..
بل حتى تلك اللحظات التي قد يتطلع فيها
بالإعجاب إلى الأخريات من آن لآخر..
لا محظور لأنه لا محظور مع النفس، و هي
من يشعر أنها روحه و نفسه
لا أسوار، لا حواجز، لا جدران، بل لا ابواب
هناك ليطرقها.
أو هكذا ظن !!!
فالحقيقة ليست دائماً ما يظنها ..
وهي ليست بالضرورة مرآة لما يشعر به تجاهها ..
بل إن الحقيقة ليست دائماً مرآةً لما يشعر به هو تجاه نفسه أحياناً، أو ما يقنع نفسه به أنه يفعل، فمعاييرها تختلف باختلاف ذلك الجزء من المرآة الذي يعكسها لمن يريد أن ينظر إليها ..
والحقيقة ليست ما يراه بعينيه، حتى تحت
ضوء الشمس الغامر ..
الآن يعلم أن الحقيقة الوحيدة كانت دائما هناك، حيث
لم يرها .. لأنه ظن أن العالم بدون أسوار..
الحقيقة كانت دائما هناك .. حيث لا يراها .. لأنه لا عالم بدون محظور ..
والحقيقة ستظل دائما هناك .. لكنه لن يستطيع رغم كل شيئ أن يراها إلا حين يدرك أن الأسوار هناك وأن الحواجز هناك وأن الجدران هناك وأن الأبواب ليست مفتوحة على الدوام، وأنه جاء إلى هذا العالم وحيداً، وسيرحل عنه وحيداً، وأنه رغم كل ما ظنه طوال عمره، كان دائماً .. يقف وحيداً !
No comments:
Post a Comment