Friday, March 3, 2017

أسئلة بلا إجابة .. لم تسألها النيابة !

إيهاب الشيمي
سيدي الرئيس، بعد التهنئة بالبراءة في القضية .. هل لي من إجابات على أسئلة عصية؟
...
لا بأس يا بني و لكن في عجالة .. فأنا من نشوة الفرح أشعر بالثمالة
...
كيف ترى حكمك في ثلاثة عقود؟ .. و ما الذي ادى بك لهذا السقوط؟
...
لقد ورثت عن أسلافي مسئولية عظيمة .. احتاجت لقيادة مثلي حكيمة
...
سيدي، أنا أبحث عن الموضوعية .. و لا أريد لحوارنا أن يشابه خطاب "الشرعية"
...
هذه هي الموضوعية بعينها يا صديقي .. و ما أقول هو واقع و أمر حقيقي
فأنا خلفت ناصر و السادت .. و لي مثلهما نصيبي من الإنجازات
و يكفيني أن كنت قائداً للنسور .. و فتحت للجيش باباً للعبور
...
و لكن كان هناك من القادة الكثيرين .. فكيف تنكر إسهاماتهم أجمعين؟
...
لولا غارات أبنائي على الغزاة .. لما تحقق في أكتوبر عبور القناة !
...
بما أنك ذكرت القناة بالتحديد .. فما رأيك في مشروعها الجديد؟
...
هي خطوة و قرار سديد .. شريطة الالتزام بالمواعيد
...
و لماذا لم تفكر أنت بالموضوع .. و تطلق مع نظامك شرارة المشروع؟
...
و كيف لي أن أفكر بازدواج الممر؟ .. فصعوبته تماثل صعود القمر!
و التنفيذ يحتاج للكثير من الأموال .. و الموازنة لا تحتمل يا "سيد الرجال"
...
و أين كانت زمرة مستشاريك؟ .. أم كانوا مجرد دجاجات و أنت الديك؟
...
قد كانوا ثلة من الفاشلين .. و بيني بينك .. "شوية طبالين" !
و لقد فضلت ان يكون رجالي المقربين .. من رجال الأعمال و المستثمرين
فهم بارعون في استغلال موارد البلاد .. و أجني من خلفهم الكثير من العمولات
...
و لماذا لم تفكر في أبناء النيل .. و قد أثبتوا بشهادات القناة  قدرتهم على التمويل؟
...
و كيف كان لي أن أعتمد على هؤلاء .. و قد أنفقوا حتى ليتنشقوا نسمة الهواء ؟
هم في نظري مجرد وجوها "تنحة" .. لا تكاد تراني إلا و هتفت من أجل " المنحة" !
...
و لماذا لم تقم بهيكلة الأجور .. فيصبح كل منهم في بيته مستور؟
...
أتريدني أن أقضي على المحسوبية ؟ .. و تهتز أركان نظامي كالراقصة اللولبية ؟!
لا مانع عندي أن يعانوا من الجوع .. مادام "العادلي" سيضمن لي منهم الخضوع
فانشغال الجميع بإطعام العيال .. سيضمن تفرغي لتوريث "الواد جمال"
...
و كيف ضمنت أن الشعب سيسكت .. و عن توريثه كالمتاع لأبنائك سيصمت؟
ألم تخش المعارضة السياسية .. من الأحزاب و التيارات الدينية؟
...
كل منهم كان له عندي نصيب .. فكيف يعارضون من هو لهم حبيب ؟
فهم إما مشغولون بتلقي أموال السفارات .. أو فرحون بما منحتهم في البرلمان و الوزارات
فلا تنخدع بنخبة "الإنقاذ" و أصحاب الذقون .. فكلهم يا صديقي بمطالب الشعب متاجرون
...
و ماذا إذن عن انتشار الفقر و المرض .. و عن العلم الذي في مدارسنا انقرض؟
...
كل ذلك إشاعات مغرضة .. فلم يثبت أن المبيدات أشياء ممرضة ؟
و لقد وفرت أفضل علاج لكل المواطنين .. و منحنا الأيزو و أخواتها لمستشفى "أم المصريين"
و لقد جربت العلاج على نفقة الدولة في "المانيا" .. و لم أجد فارق بينه و بين المستشفى المركزي في "المنيا"
فلا تنساق وراء من يطلقون هذه الأقاويل .. ففي عهدي كان يمكنك أن تشرب مباشرة من مياه النيل
...
دعني إذن أسألك عن البنية التحتية .. و الإهمال الذي أصابها في دولتك الفتية
...
يبدو أنك تتعمد تجاهل ما حدث في عهدي من فرق .. ألم أوفر لكم الانترنت بسرعة البرق؟
و تركت للشباب "الحبل على الغارب" .. فقاموا بتحميل الملفات من المشارق و المغارب؟
و اصبح لدى الجميع تويتر و فيسبوك و انستجرام .. و تبادل الشباب على الواتساب كلمات الغرام؟
...
أنا لا أتحدث عن وسائل الاتصال .. بل عن محطات طاقة و مخازن وقود و وسائل انتقال
فمحطات الكهرباء حالتها من السوء بالغة .. و مخازن الوقود باتت من البنزين فارغة
و صار انهيار الشبكة أمر محتوم .. و مسئوليتك عن ذلك الإهمال هو شئ محسوم
...
قد حدث الانهيار في عهد مرسي و السيسي .. فلا تسلني عن ولاية غيري يا عزيزي
و لو أنكم أبقيتم على نظامي و رجالي من حولي .. لاستطعت تدبير المطلوب من البنك الدولي
...
و كيف تقترض بدون خطة للإصلاح ؟.. ألم تر ما فعل أخوك عبد الفتاح ؟
...
أخي اتخذ الطريق الصعب .. و سينال حظه من الشتائم و السب
فكيف يستمر في تأييده من لا يجد المليم .. بعد أن اتخذ و عامر قرار التعويم ؟
...
أراك مازلت تفضل السحب على المكشوف .. و حين تقع الكارثة " نبقى نشوف" !
ألا يكفيك أن أغرقت مصر بالديون .. تتحملها الأجيال القادمة لسنوات و قرون؟
...
و ما دخلي أنا بقادم الأجيال .. "إحييني النهاردة و موتني بكرة" على رأي الأمثال
...
فما رأيك في الثورة يا سيدي .. و لا أعني "يونيو" و أنت تفهم مقصدي
فلست في حاجة للسؤال عن الثورة ضد الإخوان .. فلم يكن يرضى بحكمهم إلا غافل أو جبان
...
إذا كنت تقصد "يناير" المجيدة .. فعندي لها أوصافاً عديدة
فهي "مؤامرة" بالتاكيد .. و لا أجد مؤيدها إلا خائن أو مريد
و أيدي حماس و الإخوان فيها واضحة .. و لمن وراءهم من الأمريكان و الأتراك فاضحة
فهم من اندسوا يوم الثامن و العشرين .. و ألصقوا بالشرطة تهمة قتل المتظاهرين
أما عن الملايين من الشعب الغلبان .. فلقد أصدرت من أجلهم قرار "حل البرلمان"
و أقلت لهم حكومة "نظيف" .. و جئت بشفيق لعل لديه ما يضيف
و ضحيت بالعادلي الذي يسبح بحمدي .. و أتيت بديلاً عنه "بواحد اسمه وجدي"
...
عفوا، و لكني أجد صعوبة في الاستيعاب .. و عديد الأسئلة ليس لها عندي من جواب !
فكيف تسلل هؤلاء يا سيدي إلى البلاد .. و كيف انتشروا في كل المحافظات كالجراد ؟
و كيف بمن يفترض ان يحموا الأمة في الشدائد .. أن يتركوا مواقعهم لمتآمر و حاقد ؟
و كيف تسقط دولة بين ليلة و ضحاها .. في براثن جماعات زعمتم أن الأمن محاها ؟
أم أن العادلي و رفاقه متورطين .. و على نظامك تآمروا مع الخائنين؟
و لماذا حمى الجيش الثورة .. و كشف لنظامك كل عورة ؟
و أدى قادته لشهداءها التحية .. و أغدقوا على مصابيها العطايا السخية ؟
و لماذا أحالوك للمحاكمة .. و قد علموا أن الثورة مؤامرة محكمة ؟
و كيف وصفها السيسي بثورة الشعب الجسور .. حين تسلم السلطة من الرئيس منصور؟
و لماذا منحها شيخ القضاة المشروعية السياسية.. بعد أن منحك البراءة في الدعوى الجنائية ؟
أم أن كل هؤلاء مغيبين .. و أنت فقط من تعلم الحقيقة علم اليقين ؟
...
يا ولدي هذه أسئلة بها العقل يفيض .. و أنا كما ترى رجل كهل مريض
...
قد أغناني الله يا سيدي عن ردك و الجواب ..  حين قال "لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسَابِ"

رابط المقال على روزاليوسف المصرية

No comments:

Post a Comment