Saturday, March 20, 2021

شريحة اللحم المشوي .. وأشياء أخرى !!

إيهاب الشيمي

منذ كنت طفلاً صغيراً، دائماً ما راودتني تلك الأفكار الغريبة عن حقيقة الأشياء، عن الكون، عن الخالق، عن وجودي ذاته من عدمه .. !

و دائماً ما سألت أصدقائي ..
كيف لك أن تعرف أن عالمي هو عالمك ؟
كيف لك أن تثبت أن ما يحدث لك، يحدث بالفعل ؟
كيف تستطيع أن تثبت أنني موجود بالأساس و أنني أسألك هذا السؤال بالفعل ؟
وحتى ظهور فيلم "المصفوفة" أو "The Matrix" بعد تخرجنا بخمس سنوات كاملة، كان الجواب دائماً، هو: هل أنت مجنون ؟

و كان ردي دائماً، على تساؤلهم حول جنوني من عدمه، هو سؤال آخر..
ما هو اللون الذي تراه هنا ؟
بالطبع سيكون جوابك هو "الأحمر"
و هنا سأصحح لك جوابك
الأحمر هو الاسم الذي تعرف به هذا اللون
و هو الاسم الذي تعرف به هذا اللون منذ أن قالت لك أمك أنه "احمر"
و لكن .. ما الذي يثبت أنني كذلك أراه أحمرا ؟
مجرد تعريفي له أنه "أحمر" لا يعني أنني أراه "الأحمر" الذي تراه أنت.
نعم .. نحن متفقان أن إسم هذا اللون هو "الأحمر" و لكن أليس من المحتمل أنني أراه ما تراه أنت "أزرق" و لكني منذ ولادتي علمني الجميع أن ما أراه "أزرقاً" إسمه "أحمر" ؟

بالطبع .. لن يمكنك أن تنفي أو تثبت ذلك، فعيناي ستظلان عيناي وحدي، و الإشارات العصبية التي تنقل ما تراه عيناي ستظل مشفرة بحيث لا يستطيع فك شفرتها غير مخي أنا فقط، و الكود الذي يحل الشفرة ليجعلني أرى هذا اللون ما تسميه أنت أحمر، و ما أراه أنا أزرقاً، سيظل شيئا لا يمكن الكشف عنه.. !

الشيئ الوحيد الذي نتفق عليه هو تعريفنا لإسم هذا اللون، و ليس كيف يراه كل منا!
إذا اقتنعت بما أقول، فعليك أن تعيد النظر في كل التعريفات ..
فكلها مجرد أسماء لما يصل مخك من نبضات كهربية يحل شفرتها ذلك الكود الخاص بك فقط!

و يبقى السؤال .. هل أنت حقاً تقرأ هذه السطور؟ أم أن أحدهم يضخ بعض النبضات الكهربية داخل دماغك ليوهم عقلك أن هذا البوست موجود بالفعل، بينما ليس هناك ما تظن أنت أن اسمه "مدونة" من الأساس ؟

و السؤال الأهم .. ماذا عن مذاق شريحة اللحم المشوي؟