Sunday, June 21, 2020

تجربتي الشخصية .. في امتحان الثانوية !


إيهاب الشيمي


السطور التالية تسجل تجربتي الشخصية مع أول أيام امتحانات الثانوية العامة

 إذا أردت أن ترد على ما ستقرأه، فاقرأها جميعاً أولاً .. !

وإذا كنت ممن يدافعون فقط عن المسؤولين فلا تكمل القراءة، فالمضمون غالباً لن يعجبك!

وإذا كنت ممن يدافعون فقط عن الشعب فلا تكمل القراءة، فالمضمون غالباً لن يعجبك أيضاً!

في البداية لا بد أن ألفت انتباهكم أنني ممن رزقهم الله بإينة تؤدي امتحانات الثانوية العامة هذا العام وأنني ككل الآباء قد أصابني الكثير من القلق والغضب بسبب الظروف التي فرضها انتشار فيروس كورونا في مصر، وبسبب إعلان الوزارة في نهاية شهر مايو عن استمرار الامتحانات رغم وصول انتشار المرض لذروته في نفس الفترة!

ثم ما لبثت بعد ذلك بأسبوعين أن أعلنت عن سعادتي بتصريحات وزير التعليم بشأن الإجراءات الاحترازية الصحية والموارد الضخمة والخطة الحكيمة والقرارات الصائبة التي تم اتخاذها، والمنصات الاليكترونية التي تم إنشاءها لخدمة أبناءنا وحمايتهم وطمأنتنا على سلامتهم أثناء تأديتهم لامتحاناتهم!

ولست في حاجة أن أذكر كم النقد والشتائم التي تلقيتها من كل أولياء الأمور والطلاب بسبب موقفي الإيجابي من تصريحات الدكتور طارق شوقي حول تلك الإجراءات، وكم الدعوات على شخصي وعلى أسرتي بالهلاك والموت ونزول المصائب على بيتنا وأسرتنا لظن هؤلاء الواهي أنني مجرد مؤيد أحمق للحكومة لا يهتم بسلامة أبنائنا!

و لكني، كالعادة، اعتدت على تلقي النقد و السباب في جميع الأحوال .. !

فأنا خائن و إخواني و عميل و مرتزق حين أتحدث عن السلبيات!

و "سيساوي" و "مطبلاتي" و أوصاف أخرى أكثر سوءاً حين أتحدث عن الإيجابيات ..!

و أنا متلون و بلا مبادئ حين أتحدث تارة عن السلبيات وتارة أخرى عن الإيجابيات!

و لا أخفيكم سراً أن سبب قناعتي بضرورة تأدية الامتحانات في جميع الأحوال هو ابنتي نفسها التي بذلت الكثير من الجهد منذ ما يقارب العام لتحقق النتيجة المرجوة في الثانوية العامة ..!

ففي حديثي معها، و رغم قلقها البالغ من النزول في هذه الظروف الصعبة، إلا أنها قالت ما رأيته منطقياً ..!

قالت الأستاذة لي في منطقية شديدة:
"الولاد اللي ردوا بسفالة عليك يا بابا ينقسموا للآتي:
حد مرعوب مش قادر يفكر صح ويكتشف ان كورونا لسة مستمر فترة ومستحيل الامتحانات تتأجل سنة لغاية ما يلاقوا مصل 
حد مستهتر عايز الامتحانات تتأجل عشان يبهلل
حد عايز امتحان أونلاين عشان يغش"

وبعد أن راجعت بدقة ما قالته لي، وجدت أن الحل المنطقي الوحيد هو إجراء الامتحانات مع اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية!

ويبدو أن هذه ما تقبله الجميع برغم القلق الشديد الذي لا يمكن إغفاله، فالعاطفة نحو الأبناء لا يمكن تنحيتها جانباً ببساطة لمجرد منطقية ما يخاطبه به عقلك!

وبالفعل جاء اليوم ليحمل تاريخ أول امتحانات الثانوية العامة في مادة اللغة العربية!

قررت بالطبع توصيل الأستاذة لمقر لجنتها، فبرغم عدم توصيلي لأخيها قبل ذلك، واعتمادها بالكامل على نفسها في الذهاب لمدرستها ودروسها، إلا أن كورونا فرض علينا ضرورة توصيلها لتجنب العدوى في المواصلات!

وبناءً على تأكيدات الوزير حول إجراءات التعقيم وحماية الطلاب وفتح اللجان قبل الامتحان بساعتين لضمان عدم التزاحم و تأكيده على التنسيق مع الداخلية لمنع أولياء الأمور من الانتظار أمام البوابات، فلقد توجهت لمقر اللجنة بصحبتها لتكون هناك في تمام الثامنة كما قررت الوزارة! 
ولكن .. 
للأسف .. و برغم تواجدنا في الثامنة لتوصيلها و المغادرة لأعمالنا بعد دخولها لمقر اللجنة، إلا أن الأبواب ظلت مقفلة حتى الثامنة و النصف مما أدى لتزاحم لا تحمد عقباه، بسبب تزايد أعداد الطلبة أمام الباب المغلق، و قلق أولياء الأمور وعدم مغادرتهم بسبب عدم وضوح سبب التأخير !

ما زاد الطين بلة، هو غياب التنظيم تماماً خارج اللجنة ليظل محصوراً داخل أوراق خطة الوزارة فقط!

كان هناك فقط ذلك الحاجز "الساذج" أمام مقر اللجنة دون من يقوم على تنظيم الدخول إليه، وهناك كالعادة بعض أولياء الأمور ممن يريدون صعود الطائرة مع أبنائهم بل والتأكد أن "المضيفة بتعرف تطبخ كويس"

أخيراً، وقبل انتهاء الوقت المحدد للدخول بنصف ساعة فقط، قرر أحد الموجودون بفناء المدرسة "فك الجنزير" وفتح الباب لاستقبال الطلاب العالقين أمامه منذ ما يزيد على الساعة إلا الربع! وهكذا أصبح من الحتمي دخول مئات الطلاب من ثلاثة مدارس مختلفة من هذا الباب الضيق في أقل من نصف ساعة!

بالطبع، قررنا المغادرة فور دخول ابنتنا إلى فناء المدرسة، ولكن ظل مشهد تزاحم كل هؤلاء الطلاب للدخول من ذلك الباب الضيق عالقاً في أذهاننا أنا وكل أولياء الأمور طوال اليوم حتى حانت الساعة الواحدة ظهراً حيث عدنا لاصطحابها من جديد إلى المنزل هذ المرة بعد انتهائها من أداء الامتحان!

نظراً لضيق الشارع، اتفق معظم أولياء الأمور مع أبنائهم على عدم الانتظار أمام باب المدرسة تجنباً للتزاحم، والاكتفاء بالانتظار على الشارع الرئيسي بعيداً عن المدرسة حتى يخرجوا هم إلينا! 
وبالفعل انتظرنا، و انتظرنا، و انتظرنا ...

و لكن يبدو ان اليوم كان يحمل المزيد من المفاجآت !

حلت الساعة الواحدة لتعلن انتهاء الامتحان .. ولكن الباب ظل مقفلاً دون خروج أحد!

الواحدة و الربع .. مازال الباب مقفلاً !

الواحدة و النصف .. مازال الباب مقفلاً !

بدأ من ينتظرون بعيداً من أولياء الأمور يتزاحمون شيئاً فشيئاً أمام اللجنة في قلق بالغ!

الثانية إلا الربع .. التوتر يزداد دون إجابة!

أخيراً .. ظهرت بعض الطالبات من خلف نوافذ الفصول في الأدوار العليا ليلوحوا لمن ينتظرونهن في مشهد أقرب إلى يوم الزيارة في سجن القناطر!

بعد ربع ساعة أخرى، بدأ صوت صرير الباب الحديدي يصطدم بآذان الجميع الذين لم يعد الشارع يتسع لهم بسبب تأخر خروج أولادهم دون سبب واضح لأكثر من ساعة!

و في مشهد صادم .. خرج الجميع دون تنظيم في تدافع واضح على سلالم المدرسة و حتى باب المدرسة الخارجي في إشارة واضحة على غياب أي آلية لتنفيذ خطة الوزارة للتباعد و تنظيم الدخول و الخروج إلى اللجان .. !

ظل نظري معلقاً بذلك الباب حتى خرج الجميع تقريباً و لكن الأستاذة لم تكن من بينهم!

مرت الدقائق التالية ثقيلة، فهي لا تحتمل الحرارة الشديدة وظلت تعاني من فكرة ارتداء الكمامة حتى اقتنعت بها في النهاية، وهو ما أثار قلقي من احتمال تأخيرها بسبب مكروه ما !

الحمد لله،  لم يستمر القلق طويلاً، فلقد ظهرت أخيراً مع "طلتها البهية" على الباب في الثانية و عشر دقائق!

لم أمنحها أي وقت لالتقاط أنفاسها و اختطفتها فوراً للتوجه إلى السيارة بعيداً عن الشارع الصاخب المزدحم أصلاً في الأيام العادية، فما بالك بوجود لجنة للثانوية العامة به !

فور دخولها السيارة سألتها في هدوء لا يعبر عن الغضب الكامن بداخلي: " اتأخرتي ليه كدة يا حبيبة قلبي" ؟

و كان الجواب أكثر مفاجأة مما مررت به طوال اليوم .. !

"بابا .. مفيش تنظيم بتلاتة جنيه" !

و لمن لا يعرف تلك المصطلحات، فدعوني أقول لكم أن تلك الجملة تعني أنه لم يكلف أحد نفسه العناء أن ينظم الأمور داخل اللجنة على الإطلاق !

ثم توالت التفاصيل الصادمة ....

استرسلت ابنتي في سرد وقائع اليوم كالتالي: في البداية .. اتضح أن موضوع الكمامات أكذوبة كبرى، فلم يكن هناك أية كمامات لتوزيعها على الطلاب كما ذكر الوزير في خطته!

ثانياً .. بوابة التعقيم لم تستطع استيعاب كل ذلك العدد الذي دخل خلال نصف ساعة فقط من الباب الرئيسي فحدث تزاحم شديد  عند تلك ابوابة!

ثالثاً .. تم توفير الأوفر شوز تأكيداً على مبدأ " راحة الجسم تبدأ من القدمين" و رغم عدم وضوح جدوى توفيره من الأساس فيما يخص انتشار عدوى كورونا!

رابعاَ .. تم توفير قفازات، و لكن لم يستخدمها أحد لأن من توزعها كانت يدها غير نظيفة و قفازاتها ممزقة، فأصبحت مصدراً محتملاً للعدوى بدلاً من الوقاية !

خامساً .. أجهزة قياس حرارة الجسم لم تكن تعمل لدرجة أن إحدى الطالبات تمكنت من الدخول وحرارتها مرتفعة!

سادساً .. نظراً للتزاحم على بوابة التعقيم، دخل الكثيرون دون المرور عليها من الأساس!

سابعاً  .. كل ذلك حدث في نصف ساعة فقط (يمكنك تخيل الزحام داخل المدرسة)

ثامناً .. ظل مئات الطلاب بفناء المدرسة تحت الشمس والغبار الذي شهدته البلاد اليوم و رفض المسؤولون دخولهم للجان حتى يحين موعد الامتحان في العاشرة !

أخيراً حانت الساعة العاشرة و لم يدخلوهم للجان !

العاشرة و الربع .. بدأ دخول الطلاب للجان بعد الوقوف لساعة و ربع في الفناء، و لكن عليهم أولاً أن يبحثوا عن فصولهم بأنفسهم في الطوابق الثلاثة مع التدافع على السلالم! بعد الدخول للفصل جاءت الصدمة ..

"معلش يا أولاد .. الورق لسة ما وصلش"

وصلت أوراق الأسئلة في العاشرة و النصف وتم توزيعها على الأولاد، وعليهم الآن أن يبدأوا أهم امتحان في حياتهم بعد انتظار ساعة إلا ربع خارج المدرسة، و التدافع من بابا ضيق للدخول، ثم التزاحم على بوابة التعقيم، ثم الوقوف لساعة و ربع في الحر الشديد في فناء المدرسة، ثم التدافع على السلال لمعرفة مقار لجانهم !

المفاجأة، أنه لم يتم تعويض التأخير في وقت الامتحان، فلقد تم جمع أوراق الإجابة في الواحدة تماماً وكأن شيئاً لم يكن!

لماذا تأخروا في الخروج إذن؟

ببساطة .. وكما حدث في تأخير توزيع أوراق اللغة العربية صباحاً، ظل الطلاب محبوسين داخل لجانهم في هذا الحر الشديد في انتظار شيء آخر!

فلقد قررت الوزارة إلغاء امتحانات المواد خارج المجموع والاكتفاء بالإجابة على نماذج يتم توزيعها في اليوم الأول للامتحانات على أن يجيبوا عليها في منازلهم و يعيدونها مع موعد الامتحان التالي !

المؤسف .. أن توزيع هذه النماذج تأخر كذلك بعد نهاية امتحان اللغة العربية لأكثر من ساعة

و هكذا عزيزي القارئ يمكنك من خلال تجربة شخصية لمن تثق في مصداقيته أن تكتشف أن الخطط الجيدة لا تساوي شيئاً دون توافر آليات تنفيذها، و أن ضحية الإهمال والفساد للأسف هي صحة و سلامة أبنائنا، و أن صور المدارس الجميلة المنظمة التي زارها الوزير اليوم هي للعرض فقط!


Monday, June 1, 2020

مال القرد .. و أشياء أخرى !


إيهاب الشيمي

"هناك من يظن أن خروج النفط صدفة أثناء حفر بئر للماء عام 1930 جعل من بلده دولة كبرى!
عفوا .. الكبار لهم شأن آخر"

كانت هذه كلماتي منذ خمس سنوات إلى خاشقجي والحميد رأسي حربة الهجوم على مصر في الإعلام السعودي قبل أن تدرك الرياض أن حليفها الوفي هو القاهرة وليس الدوحة و أنقرة!

وبالرغم من كون مواقف الحميد السابقة لهذا الهجوم تندرج ضمن الموضوعية تجاه مصر، إلا أنه وخاشقجي تمترسوا داخل خندق واحد للهجوم على كل ما هو مصري سياسياً واقتصاديا بعد دعمها لوحدة الأرض والسلطة في سوريا وتصويتها لمشروع قرار روسيا داخل مجلس الأمن وهو ما اعتبرته الرياض خطيئة في حقها و كأن تحالفها و دعمها لمصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو يوجب علينا التبعية ! 

ما حدث بعد ذلك، نعرفه جميعاً، فعلاقات الرياض و القاهرة استعادت حيويتها بعدما تكشفت خيوط خيانة الدوحة للتحالف العربي في اليمن، و استغلال أنقرة للرياض لتحقيق مصالحها في سوريا، و سعي أردوغان لتهميش السعودية ليتولى هو و حزبه قيادة العالم الإسلامي و إحياء حلم الخلافة العثمانية !

و لكن..
ما الداعي أن أستعيد كل تلك الأحداث و أستدعي إلى ذاكرتكم كل تلك الخلافات والتناقضات مادامت الأمور على ما يرام الآن ؟! 
ببساطة .. لأن ذلك ما يحدث الآن ولكن مع دولة خليجية أخرى باستخدام نفس الأساليب، و بدعم خفى من أدوات الإخوان هناك، وبصمت رسمي نعتبره في مصر "علامة الرضا"

و قد لا يبدو لك الأمر كذلك أيها المتابع للأمور، فما يحدث من هجوم متصاعد على مصر و مواطنيها هناك قد يبدو لك مجرد مجموعة من الحماقات العشوائية، و لكن الأمر ليس كذلك للأسف !

فالحماقات العشوائية لا يرتكبها نواب في مجلس الأمة ..
الحماقات العشوائية لا يرتكبها رؤساء تحرير صحف كبرى ..
الحماقات العشوائية لا يترتب عليها إجراءات عقابية مجحفة و غير مبررة من السلطات الرسمية ضد المصالح المصرية الاقتصادية، و ضد المواطنين المصريين تحديداً دون غيرهم! 
الحماقات العشوائية لا تتضمن إصرار القصر على الوقوف في صف الدوحة أو التظاهر بالحياد تجاه تجاوزاتها ضد دول المقاطعة !
و أخيراً .. الحماقات العشوائية تتطلب رداً مناسباً من الحكومات الحريصة على علاقاتها التاريخية بأشقائها. رد يحسم موقفها و يحاسب مرتكبي تلك الحماقات و يردع من يفكر في اللحاق بركبهم لمصلحة سياسية، أو ثأر شخصي، أو عائد مادي مقابل خدماته التي يمنحها لمن يدفع أكثر !

وهكذا، نجد أنفسنا أمام منظومة كاملة من الهجوم المنسق و المتعمد ضد مصر من كل الأطياف في هذه الدولة بدايةً من وسائل التواصل الاجتماعي، مروراً بجلسات مجلس الامة، ثم قرارات الحكومة ضد المصالح الاقتصادية المصرية، و انتهاءاً بإنكار دور مصر المحوري في استعادة سيادتهم !

المؤسف في كل ذلك، ليس كل تلك الخلافات و كل تلك الحماقات، أو كل ذلك الدعم الخفي لأذناب الدوحة و طهران و أنقرة داخل مجلس الأمة، و لا حتى صمت القصر عن الإساءات المتتالية تجاه مصر !
 و لكن المؤسف هو أن القاسم المشترك بين كل تلك الإساءات هو ذلك الشعور المقيت بالاستعلاء تجاه مصر !
ذلك الشعور الذي يغذيه و بشراهة حجم دخل الفرد في تلك الدولة، و الذي منح مواطنيها منذ مطلع الخمسينيات و بدء تصدير النفط هناك نمطاً مترفاً من العيش، و إحساساً بأن المال يمكن أن يمنحهم السمو و الرقي و الحضارة و العلم و الثقافة و أن من سيبنون لهم دولتهم مجرد مرتزقة لا قيمة لهم !

و الأشد مدعاةً للأسى و الأسف، انهم حين استيقظوا ليجدوا وطنهم وقد ضاع بين ليلة و ضحاها، لم يعودوا لرشدهم ليكتشفوا أن المال وحده لا يبني وطناً، ولكنهم أغرقوا في نرجسيتهم واستعلائهم بادعاء أن استعادة سيادتهم لم تكن نتاج تضحيات ووفاء أشقائهم ولكن بفضل أموالهم التي استأجروهم بها !!

و هنا تماماً يكمن بيت القصيد ..
 المال .. 
فالنفط يشكل ٨٥% من الدخل القومي لتلك الدولة، و هو ما يعني أن انحسار الاعتماد عليه خلال العقود الثلاثة القادمة بفضل التحول للطاقة المتجددة في صناعة السيارات و توليد الكهرباء سيجعل من احتياطي المائة مليار برميل مجرد رقم أجوف لا قيمة له !
و حتى لو افترضنا جدلاً أن النفط لا يمكن الاستغناء عنه كما يدعي البعض، و أننا سنظل مائة عام أخرى نستخدم الوقود الاحفوري حتى على قواعدنا الفضائية على المريخ، فإن معدل الانتاج الحالي لتلك الدولة سيكفيها لمدة ٩٠ عاماً فقط، لتعود بعدها من جديد لصيد الأسماك و الغوص على اللؤلؤ!

وحينها لن يتذكر التاريخ تلك الدولة التي استمر ازدهارها مائة عام فقط، ولكنه سيظل وفياً لتلك الشعوب العظيمة ذات الثقافات المتعدة والاقتصاد المتنوع والحضارة المدهشة التي تؤكد أن "الإنسان" فقط هو الثروة الحقيقة.

و على رأي المثل الشعبي المتوارث لأحد هذه الشعوب العظيمة:
" يا واخد القرد على ماله ..."